دار الإفتاء تضع روشتة كاملة لعلاج الحسد: العين تسبق القدر
الإفتاء تضع رشتة علاج الحسد
يعد الحسد من الأمور التي يعاني منها بعض الناس، ما يجعلهم يتوجهوا للبحث على الإنترنت عن علاج لهذا الداء الذي يصيب البعض، ويجعل حياتهم أسوأ، لذلك وضعت دار الإفتاء المصرية علاجا لهذا الأمر، يوضحها «الوطن» في السطور التالية.
الحسد خُلق مذموم
وقالت دار الإفتاء، إن العين لها تأثير على الإنسان بالحسد، كما ورد في القرآن والسنة، مؤكدة أنه لابد على الحاسد أن يبتعد عن هذا الخُلُق الذميم المنهي عنه شرعًا؛ إذ أنه الحسد يضر الحاسد في دينه فيجعله ساخطًا على قضاء الله، وكذلك في دنياه فيجعله يتألَّم بحسده ويتعذَّب ولا يزال في غَمٍّ وهَمٍّ، ولا بد على المؤمن أن يعلم أنَّه لا يضره الحسد إلا ما قَدَّره الله عليه، فلا يجري وراء الأوهام والدَّجَّالين، وينبغي عليه أن يُحَصِّن نفسه وأهله بقراءة القرآن والذكر والدعاء.
وأضافت دار الإفتاء، أنه علي من يشعر بإصابته الحسد من غيره، فينبغي عليه إن كان يشتكي من مرض ظاهر أن يَطْرَق باب التداوي طِبًّا؛ وهو -أي: التداوي من الأمراض- من الأمور المشروعة، وقد حثَّ الشرع عليه، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ، وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً؛ فَتَدَاوَوْا، وَلَا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ» رواه أبو دواد، والبيهقي في «السنن»، والطبراني في «الكبرى».
علاج الحسد
وأشارت دار الإفتاء إلي أن المصاب بالحسد عليه أن يراعي عدة أمور؛ منها: أن يُحَصِّن نفسه بالرقية والدعاء أن يصرف عنه السوء والعين والحسد؛ فالدُّعاء من أفضل العبادات؛ فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «الدُّعَاءُ هو العبادة»، ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾.
ونوهت الدار، إلى أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أجاز الرقية بأم القرآن، فقد روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنَّ ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقروهم، فبينما هم كذلك، إذ لدغ سيد أولئك، فقالوا: هل معكم من دواء أو راق؟ فقالوا: إنكم لم تقرونا، ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلًا، فجعلوا لهم قطيعًا من الشاء، فجعل يقرأ بأم القرآن، ويجمع بزاقه ويتفل، فبرأ فأتوا بالشاء، فقالوا: لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فسألوه، فضحك وقال: «وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ».
طلب الرقية من الصالحين
وأوضحت دار الإفتاء المصرية أنه لا حرج في طلب الرقية من الصالحين؛ فقد روى الإمام مسلم في «صحيحه» عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: «كَانَ رَسُولُ الله صَلى الله عَلَيهِ وآله وسَلَّمَ يَأمُرنِي أَنْ أَسْتَرْقِي مِنَ العَينِ».
وروى الإمام الترمذي في «سننه»، عن أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ وَلَدَ جَعْفَرٍ تُسْرِعُ إِلَيْهِمُ العَيْنُ؛ أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ؛ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ القَدَرَ لَسَبَقَتْهُ العَيْنُ».