بيت الكريتلية الأثرى .. زبالة تقابلك على الأبواب بدل الورود والزينة

كتب: رحاب لؤى

بيت الكريتلية الأثرى .. زبالة تقابلك على الأبواب بدل الورود والزينة

بيت الكريتلية الأثرى .. زبالة تقابلك على الأبواب بدل الورود والزينة

أفواج سياحية وزوار مصريون وأجانب يأتون بمفردهم، أو فى جماعة، إلى هذا البيت الأثرى العتيق، يتأهب معظمهم لرؤية واحد من البيوت النادرة التى تحتفظ تقريباً بكامل أغراض أصحابها وأجزائها الرئيسية، يتصورون أن الكتاب سيظهر من عنوانه، واهتمام الدولة بالبيت سيظهر من مدخله، إنه بيت «الكريتلية» الشهير بمتحف «جاير أندرسون»، الذى تحل القمامة والروائح المقززة من حوله محل الورود والزينة، المشهد يثير الغثيان، فسكان المنطقة المحيطة بجامع أحمد بن طولون لا يجدون مكاناً أفضل من محيط المتحف لينثروا حوله قمامتهم. أصبحت المساحة الصغيرة المحيطة بالمتحف والمزار الأثرى المميز مقلباً للقمامة، ومثالاً على التناقض بين الخضرة ورائحة الأزهار الطيبة القادمة من الداخل، والمخلفات ذات الروائح الكريهة التى تقف باستقبال زوار المكان فى الخارج، «الناس بترمى قدام البيت لأن محدش فيهم يتجرأ يرمى زبالته قدام بيت جيرانه، إنما هنا دا مكان عام، بنكلمهم ونحذرهم، لكن مش هنقدر نتخانق معاهم ونعمل مشاكل مع أهل الحى» هكذا وباختصار يشرح ممدوح الشيشتاوى، أمين المتحف، سر إقبال أهل المنطقة على إلقاء قمامتهم حوله، ويقول: «تقريباً كل سكان المنطقة بترمى قمامتها حوالين سور المتحف، بنكلمهم وبنقنعهم، لكن معندهمش مكان تانى يرموا فيه، لجأنا للمحافظة وخاطبنا الحى، لكن كالعادة الرد بيكون متأخر، وأقصى استجابة بتكون فى إن اللودرات بتيجى كل فترة تشيل أكوام القمامة». المتحف الذى يحتل مساحة ضخمة بجوار مسجد ابن طولون لا يوجد بالقرب منه صندق قمامة واحد، وقد بذل المسئولون عن المتحف مجهوداتهم لصد المواطنين عن إلقاء القمامة أمامه، لكن يبدو أن هذا لا يجدى نفعاً، يقول الشيشتاوى: «عاوزين يكون فيه وعى أكتر عند الناس إن المكان أثرى، حتى لو تطلب الأمر دورات تدريبية أو ورش، وكمان المحافظة ضرورى توفر صناديق قمامة عشان الناس ما يبقاش عندها حجة، وإذا لزم الأمر تفرض غرامات ومخالفات على أى شخص يرمى شىء أمام الأثر». يتذكر الشيشتاوى الأيام التى كان المتحف فيها يتمتع بحواجز حديدية من حوله، تحميه من شر الأهالى وإهمال الحى والمحافظة، فظاهرة إلقاء القمامة أمام الآثار جديدة لم تظهر إلا فى أعقاب الثورة حين تم كسر السياج الحديدى وبدأت أكوام القمامة تتراكم فوق بعضها، يقول: «المشكلة مش فى الزبالة وبس، المشكلة إن أعقاب السجاير اللى بتترمى بتولع فيها، كمان فيه بعض الأهالى بيولعوا الزبالة عن عمد لما الحى بيتأخر فى تنظيف المكان، ودا بيأثر على الجو المحيط بالمتحف، وعلى الروايح الخانقة اللى داخلة جوا، يا ريتهم يرجعوا الحواجز الحديد تانى».