عضو «العالمي للفتوى»: المتطرفون شوهوا النص الديني لمحاربة الآخر

كتب: إسلام لطفي

عضو «العالمي للفتوى»: المتطرفون شوهوا النص الديني لمحاربة الآخر

عضو «العالمي للفتوى»: المتطرفون شوهوا النص الديني لمحاربة الآخر

قال الدكتور رضا محمود السعيد، مدير إدارة التدريب والدعم الأكاديمي بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، إن المجتمع يواجه مشكلة كبيرة، تكمن في تشويه الجماعات المتطرفة للنص الديني، بسبب الفهم والتطبيق الخاطئ له، من أجل تحقيق أهدافها ومآربها، مشيرًا إلى أن هذه المشكلة، كانت وما زالت تؤرق المجتمع بشكل عام، وكذلك الباحثون والمفكرون.

وأضاف في تصريحات لـ«الوطن» أنَّ هذه الجماعات حرصت في فترة من الفترات، على أن تتحدث عن الآخر بشكل مغلوط، وتؤكد أن الآخر بمجرد اختلافه في العقيدة أو الفكر، ليس له حقوق أو أي شيء فيما يتعلق بالوطن أو بحقوق المواطنة.

دور الأزهر والكنيسة في تعزيز قيمة التسامح

وأشار إلى أنه لذلك حرصت المؤسسات الدينية وفي مقدمتها الأزهر والكنيسة، على تعزيز قيمة التسامح، وقيم المواطنة بين أبناء المجتمع، وعلى تصحيح هذه المفاهيم المغلوطة التي كرَّست لها هذه الجماعات المتطرفة، علاوة على وجود الندوات والحملات التوعوية بهدف الرد على هذه الجماعات وتفنيد الشبهات التي تثيرها حول الدين أو النص الديني.

ولفت إلى أن الأزهر الشريف بكل قطاعاته وهيئاته، والإدارات التابعة له، تعاونت مع الكنيسة في الفترة الماضية من أجل تكثيف هذه الحملات بين أفراد المجتمع المصري، لتصحيح هذه المفاهيم، والرد على هذه الجماعات.

وأوضح أنَّ المؤسسة الدينية عليها دور كبير جدًا في حصر المفاهيم المغلوطة بداية، وبعد ذلك إيجاد فريق بحثي وعلمي كبير جدًا وتأهيله وتدريبه على كيفية تفنيد هذه المفاهيم والرد على هذه الشبهات التي تثيرها هذه الجماعات المتطرفة حول علاقة المسلم بالآخر أو علاقة الإسلام بالآخر.

وذكر أنه من أهم الآليات التي يمكن أن تعتمد عليها المؤسسة الدينية في تصحيح هذه المفاهيم، هي آلية التأليف والنشر وكتابة البحوث العلمية والرسائل العلمية، التي لها دور كبير في تصحيح هذه المفاهيم وتفنيد هذه الشبهات والرد على كل ما تثيره هذه الجماعات المتطرفة فيما يتعلق بعلاقة المسلم بالآخر.

أفكار شاذة تسيء للإسلام

واستنكر ما تم ملاحظته من أن هذه الجماعات تروج أن المسلم طالما يختلف مع الآخر في العقيدة أو الفكر مباح له الدم والعرض وغير ذلك، مؤكدًا أن هذا الأمر يتنافى مع صحيح الدين الإسلامي، فالآخر له ما للمسلمين وعليه ما عليهم وهذا ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم عندما دخل المدينة المنورة، وعقد وثيقة المدينة المباركة وهي إحدى الوثائق المهمة التي عرفها التاريخ الإنساني بشكل عام، وأكد في الوثيقة أنهم كلهم أمة واحدة بما فيها المسمين والمسيحيين واليهود وغيرهم من عبدة الأوثان.

وأوضح أن هذه الوثيقة يجب أن يتم اتباعها بشكل كبير في الواقع وتكثيف الجهود، من أجل دراستها وتعزيز القيم التي جاءت بها.


مواضيع متعلقة