عربة طعام متنقلة تحقق حلم زوجين.. «عايز تاكل حاجة نضيفة روح عندهم»

عربة طعام متنقلة تحقق حلم زوجين.. «عايز تاكل حاجة نضيفة روح عندهم»
رحلة مليئة بالصعاب خاضتها «شيماء» مع زوجها «مصطفى» من أجل إنشاء مشروع خاص بهما، العديد من الأفكار دارت في رأس الشابة العشرينية من أجل تحقيق حلم عمرها، لتبدأ في صنع عربة طعام متنقلة، وتحقق أولى خطواتها نحو النجاح، فالهدف ليس الربح المادي بقدر إسعاد الزبائن الذين يأتون إليها خصيصًا لتناول أشهى المأكولات والمشروبات.
تروي شيماء سمير محمد البالغة من العمر 29 عامًا، والحاصلة على دبلوم صناعي، أنها كانت تحلم منذ سنوات بأن يكون لديها مشروع خاص بها، وفي البداية فكرت في عربة خاصة لبيع البطاطس: «أي برنامج كان بيجي في التيلفزيون وبيعرض عربيات الأكل كنت بقول لنفسي هيبقى عندي عربية زي دي ولازم أحاول أوصل لهدفي».
دعوة من والدة «شيماء» دفعتها لتحقيق حلمها
دعوة صادقة من قلب والدتها قبل رحيلها، كانت الدافع الكافي لتحقيق حلم «شيماء»: «والدتي قبل وفاتها السنة اللي فاتت، قالتلي دوري على نفسك وهتلاقيها، وأنا قولت لنفسي الشاطر اللي الحاجة مش تكسره لا تقويه، وربنا بيختبر صبرنا لأن بعد وفاتها مريت بأزمة نفسية كبيرة، وقررت أسعى لهدفي بأي ثمن وجوزي معايا بيشجعني وواقف في ضهري».
وقف التمويل عائقًا أمام «شيماء» و«مصطفى»، وقررت الاستدانة من أهلها ووصل الحال إلى أن باعت ذهبها بأكمله وسط دعم زوجها لها، وبحثا في محافظات مصر عن أماكن تصنيع عربات الطعام المتنقلة إذ يعيشان في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية: «لفيت محافظات كتير، منها الإسكندرية والقاهرة علشان ألاقي عربية مناسبة بالمواصفات المطلوبة من الهيئات الرقابية ويكون سعرها كويس، لحد ما أقدر أصنع عربية مناسبة بالمواصفات المطلوبة، وأخدت رخصة بالعربية وأنا أول حد معاه عربية مرخصة بالزقازيق، وكنت مصرة على حلمي وهدفي بدرجة مش طبيعية وساعات كنت باجي على نفسي علشان أعمل أفضل حاجة»، بحسب حديث الشابة العشرينية لـ«الوطن».
رحلة شاقة منذ التصنيع حتى الحصول على الرخصة
مواصفات خاصة وفرتها «شيماء» كي تكون عربة الأكل مناسبة لمواصفات هيئة الصحة والسلامة والأجهزة الرقابية: «انا بستخدم أفضل أنواع البراندات في اللحوم المجمدة، وبشوي أدام الناس على الجريل والشواية، المهم عندي مش الربح المهم الناس تاكل حاجة نضيفة، وسميت مشروعي هلبؤة، لأن ده الاسم اللي لازمني مع أصحابي أيام الدراسة».
الكريب بـ30 جنيهًا والشاي بـ5
مصطفى محمد، زوج «شيماء» هو الأساس في المشروع الذي افتتح منذ شهرين، إذ يقف على العربة ويبدأ في تحضير الطعام للزبائن إلى حين انتهاء زوجته من أعبائها المنزلية: «احنا بنبدأ شغل الساعة 5 العصر لغاية 3 الفجر يوميًا، وبنقدم كل أنواع الأكل التيك أواي، الكريب مثلا سعره 30 جنيه، السندويتشات بتبدأ من 15 جنيه، والمشروبات السخنة والباردة بأسعارها العادية زي الشاي مثلا بـ5 جنيه، وانا معنديش عصائر فريش أو حاجات معمولة في البيت لأنها بتبقى مجهولة المصدر».
يحلم الزوجان بافتتاح سلسلة من المحلات، ويأملان في أن يشاركهما أحد من ممولي المشروعات الصغيرة، كي يستطيعا تحقيق حلمها، إذ أن عربة «هلبؤة» هي مصدر الدخل الأساسي لهما.