رئيس جامعة أسيوط: الدولة تواجه تحديا كبيرا للسيطرة على الزيادة السكانية الهائلة

رئيس جامعة أسيوط: الدولة تواجه تحديا كبيرا للسيطرة على الزيادة السكانية الهائلة
- أسيوط
- جامعة أسيوط
- ندوة تثقيفية
- الزيادة السكانية
- البيئة والمجتمع
- الإعلام
- أسيوط
- جامعة أسيوط
- ندوة تثقيفية
- الزيادة السكانية
- البيئة والمجتمع
- الإعلام
أكد الدكتور طارق الجمال، رئيس جامعة أسيوط، أن الدولة المصرية تواجه تحديا كبيرا وصعبا خلال هذه الآونة، من أجل السيطرة على الزيادة السكانية الهائلة والتي تمثل واحدة من المشكلات الأكثر خطورة في المجتمع، لما يترتب عليها من تداعيات كبيرة وآثار سلبية تنعكس بدورها على كافة معدلات التنمية والموارد الاقتصادية، حيث يتضاعف عدد السكان مرتين كل 42 عاما، إلى أن وصل خلال العام الجاري 2021 نحو 102.6 مليون نسمة، وفق ما أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، وهو ما يشكل عائقا حقيقيا أمام عجلة التنمية ومعرقلا لخطة الدولة في تحقيق ركائز التنمية المستدامة.
وأشار أن إدارة الجامعة وضعت نصب أعينها منذ إنشائها قيامها بالدور المنوط بها، كمنارة للعلم والمعرفة وقاطرة للتنمية والحضارة في صعيد مصر، وكذلك دورها الهام في إرساء الركائز الأساسية للمعرفة البيئية والتوعية بمخاطر السلوكيات الخاطئة التي تؤثر على صحة الكائنات الحية بصفة عامة والإنسان بصفة خاصة.
الإعلام وقضايا البيئة والمجتمع
جاء ذلك خلال افتتاحه صباح اليوم لفعاليات الندوة التثقيفية التي ينظمها قطاع شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، بالتعاون مع كلية الطب البيطري وكلية الآداب، تحت عنوان «الإعلام وقضايا البيئة والمجتمع»، وذلك بحضور الدكتور شحاتة غريب، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة مها غانم، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وعدد من عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس وقيادات المجتمع المحلي ورجال الدين والعاملين بقطاع شئون البيئة بالجامعة.
وأعرب رئيس الجامعة عن سعادته البالغة بالمشاركة في وقائع افتتاح هذه الندوة الهامة التي تنطلق تعبيرا عن واحدة من القضايا الهامة والمعاصرة، وتعد انعكاسا لإيمان إدارة الجامعة بدور وأهمية الإعلام في إلقاء الضوء على أهم التحديات والصعوبات التي تواجه الدولة ودورها في نشر الثقافة وبناء الوعي وتصحيح المفاهيم، فضلا عن مشاركتها في محاربة بث السموم والشائعات ونشر خطابات السخط وزعزعة الثقة في المؤسسات.
الجامعة بيت الخبرة في جميع المجالات
من جانبها أكدت الدكتورة مها غانم، أن الجامعة هي بيت الخبرة في جميع المجالات وهي التي تعمل على بناء مجتمع صحي وسليم يكفل حياة أكثر أمانا لمواطنيه، ويواجه كافة المخاطر والمشكلات التي من شأنها الإضرار بسلامته، كما تسعى لتقديم الحلول العلمية والتطبيقية لتغيير ثقافة المجتمع نحو مشكلات البيئة، مشيرة أن الندوة تنطلق أعمالها ضمن سلسلة ندوات نحو تفاعل أفضل بين الجامعة والمجتمع الخارجي، والتي ينظمها قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالجامعة، تأكيدا على دور الجامعة البارز في الحفاظ على البيئة في جميع جوانبها المتكاملة.
وفي سياق متصل، وجه الدكتور شحاتة غريب، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، بضرورة الاهتمام بالإعلام البيئي من خلال إحداث المزيد من التطوير لضمان سلامة البيئة وتخصيص قنوات للتواصل الإعلامي الفعال وبرامج متخصصة، من أجل التوعية بكافة القضايا المجتمعية والحياتية التي تمس المواطنين بشكل مباشر وتشكل خطورة على المجتمع، مشيدا في ذلك بدور مركز الدراسات والبحوث البيئية بالجامعة وكافة القائمين عليه، لما له من دور هام ومتميز في الاهتمام بمختلف القضايا البيئية، بما يصب في خدمة المجتمع والنهوض بها على النحو الأمثل.
تسمم البيئة بالزئبق
وتناول الدكتور حسين يوسف، أستاذ المتفرغ بكلية الطب البيطري، في محاضرته حول «البيئة والتسمم بالزئبق»، واحدة من المناطق الواقعة على خليج ميناماتا باليابان، والتي يسكنها الصيادين وحيواناتهم الأليفة والغذاء الأساسي لهم هو الأسماك، مشيرا إلى ظهور بعض الأعراض العصبية على القطط في عام 1950، مما أدى إلى نفوقها، ومع مرور الوقت ظهرت هذه الأعراض على السكان، ونتج عنها خلل في الجهاز العصبي وصعوبة في النظر والكلام وشلل في الأطراف، لافتا أن التخلص من مخلفات الصرف الصناعي للمصانع المتمثلة في ميثيل الزئبق، أدى إلى تلوث خليج ميناماتا والثروة السمكية الواقعة به وكذلك تلوث المصادر الطبيعية، مستعرضا في ذلك دور الإعلام في التصدي لهذه المشكلة.
وحول دور الإعلام والوعي المجتمعي، تحدث الإعلامي أيمن عدلي، رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين، عن قضية الوعي باعتباره جوهر الإنسان وخاصته وما يمثله من حصيلة المعلومات والمعارف والإلمام بالمشكلات التي تواجه المجتمع، مستعرضا قيمته لدى مختلف المفكرين وأهميته في تكريس المعارف وتحوليها لسلوكيات تسود المجتمع، وهو ما يعكس اهتمام الرؤية المصرية في المقام الأول بصناعة الوعي وبناء الإنسان كحجر أساس للبناء والتنمية، كما تناول في محاضرته الوعي الزائف الناتج عن المعلومات المغلوطة ودوره في تزييف الوعي والتأثير على الحالة النفسية لخلق أزمات مقصودة، إلى جانب دور الوعي السياسي والاقتصادي والديني في تشكيل الوعي القويم، وكذلك المسئولية المشتركة لكافة قطاعات المجتمع من التعليم والفن والإعلام والأسرة في بناء الوعي.
المشكلة السكانية من منظور اجتماعي
واستعرضت الدكتورة إيمان عباس، أستاذ المتفرغ بكلية الآداب، في محاضرتها حول «المشكلة السكانية من منظور اجتماعي»، أسباب قضية المكشلة السكانية والتي تكمن في عدة محاور، وهي زيادة عدد المواليد مع تحسن الحالة الطبية، العادات والتقاليد التي تؤيد الزواج المبكر، عدم استخدام وسائل تنظيم الأسرة، تفضيل إنجاب الذكور خاصة في الصعيد، عدم الاكتفاء بطفلين، كما ناقشت الآثار الاجتماعية للزيادة السكانية منها عمالة الأطفال، كثرة الخلافات الأسرية، صعوبة رعاية الأبناء، ضعف الرقابة الأسرية، زيادة الضغط النفسي والعصبي، ومن الحلول التي أطلقتها الحكومة هي الاستراتيجية القومية للسكان نوفمبر 2014، بهدف الارتقاء بنوعية حياة المواطن وخفض معدلات الزيادة السكانية لإحداث التوازن بين معدلات النمو الاقتصادي والسكاني.