«رانا» تحيي الماضي بـ«مجسمات فنية».. «كل ما تصغر تحلى»

«رانا» تحيي الماضي بـ«مجسمات فنية».. «كل ما تصغر تحلى»
- الفن التشكيلي
- منمنمات والمرأة العربية
- معرض النماذج المصغرة
- صلصال
- نحت
- الفن التشكيلي
- منمنمات والمرأة العربية
- معرض النماذج المصغرة
- صلصال
- نحت
موهبتها المتفجرة، حركت أناملها بلا إرادة، ضبطت نفسها متلبسة في عشق الفن منذ نعومة أظفارها، أذهلت مدرسيها بالمرحلة الابتدائية، بعدما شكلت بالصلصال مجسمات متقنة وهي في سن التاسعة، ما لفت انتباه الجميع إليها، لتبدأ رحلة طويلة من الإبداع المستمر مع الفن التشكيلي بصوره وأشكاله المختلفة من الطفولة حتى الآن، مستخدمة أنواعًا مختلفة من الأخشاب مثل الـ«MDF» وخشب البلسا والأبلكاج وعجينة السيراميك، فضلًا عن إعادة تدوير المخلفات التي تتقنها الفنانة رانا سيد سليمان، التي تركز على الهوية المصرية، واسترجاع آلة الزمن عبر مصغرات الفن التشكيلي.
شاركت «رانا» في أول مسابقة للنحت وهي طالبة بالمرحلة الإعدادية، وحصلت على المركز الثالث ضمن عشرات المتسابقين من محافظات مصر المختلفة «بدأت الفن في سن صغيرة 9 سنوات تقريبًا، وكان حبي للتشكيل والنحت بالصلصال هو البداية، وبفضل الله أعمالي كانت تلفت نظر مدرسيني جدًا، ومن وقتها والفن أصبح هدفا بس لم يقدر ليا إني أدرس الفنون بشكل أكاديمي».
نشاط مدرسي يعيدني إلى الفن
تخرجت في كلية التربية النوعية قسم إعلام تربوي، تلتحق إثرها للعمل لفترة مصممة جرافيك، لكن ابنتها كان لها رأي آخر، إذ تسبب في خروج مارد الفن الكامن داخلها، نتيجة نشاط مدرسي بسيط احتاجته: «الحلم اتركن على جنب سنين، بس صحي جوايا تاني، لما لاقيت عندي وقت فراغ، وبنتي بدأت تكبر، واحتاجت في يوم نشاط مجسم لجمل، ومن هنا رجع الحلم يراودني من جديد، وبدأت رحلة طويلة مليئة بتعلم واحتراف بعض الأعمال اليدوية».
استمرت رحلة «رانا» سنوات من الاستكشاف والتأمل، محاولة إرضاء ظمأ الإبداع لتحوله إلى مجسمات صغيرة تخطف أنظار من حولها الذي تؤكد عليها خلالها حديثها، تحكي لـ«الوطن»: «كنت أكتشف من خلال هذه الرحلة شغفي الحقيقي، ولما بنتب طلبت بيت لعرايسها، قررت أعمله بإيديا، ومن هنا انطلقت، وبدأت أعمالب تظهر وتطلع للنور، وحبيت أأصل موهبتي، وحصلت على ورش للمصغرات، وبدأ مشواري الذي أعتز به جدا».
أعمالي تعرض في ألمانيا
تخطت أعمال فنانة «المصغرات التشكيلية» حدود المحلية، محلقة بأجنحة الحلم إلى العالمية «وتوالت الأعمال والمعارض الفنية، وجزء من أعمالي النحتية وصل لألمانيا، إذ تعرض بمتحف متنقل، متخصص في عرض الحضارة العربية بمختلف مراحلها، برعاية المركز الثقافي العربي بألمانيا، ولا زلت أسعى ورا حلمي، وأتمنى ترك بصمة مصرية للأجيال المقبلة من خلال استرجاع ذكريات الزمن الجميل، يمكن أقدر أربطهم بجذورهم المصرية، وذكريات الماضي المليئة بالذوق الراقي والدفء».
في معرضي «منمنمات والمرأة العربية» اللذان ينظمهما جاليري لمسات للفن التشكيلي، كانت لـ«رانا» مشاركات واسعة بأعمالها المختلفة، مثل واجهة البيت المغربي، وغرفة الحياكة، يتصميم بديع لا يتخطى 30 سنتيمترا، مستخدمة أنواع مختلفة من الأخشاب مثل الـ«MDF، البلسا، والأبلكاج»، بجانب إعادة التدوير لبعض الخامات مثل القماش والبلاستيك، إضافة إلى استخدامها تأثيرات التعتيق، لإبراز عوامل الزمن وقدم محتويات العمل، مشيرة إلى أن فن المصغرات عموما، يوثق مشاهد لها خلفية معينة لدى الفنان، مخبوءة في ذاكرته، وأماكن حقيقية كانت واقع في يوم من الأيام بحياته.
أسعى لترسيخ مفهوم الهوية
الهوية المصرية هدف أحاول ترسيخه في أعمالي، وفترتي السبعينيات والثمانينيات على وجه الخصوص «كلنا تقريبا عندنا الحنين للوقت ده، ولنا ذكريات جميلة نحاول نسترجعها، في ظل الزحام والضغوط التي نحياها، وكل ما هو صغير يستهويني ويتملكني، أشعر بحالة من السعادة الكبيرة، عندما يكون في العالم الصغير الذي خلقته ما بين أدواتي وتفاصيل الأعمال، وعلى الرغم من ضآلة حجمه، لكنه بالنسبة لي هو براح الكون كله، وبلاقي بداخله ذاتي، وأحاول أوصل بجودة أعمالي إلى درجة كبيرة من الواقع، بحيث إن اللي يشوفها يتعايش داخل العمل، ويحس أنه جزء منه». بحسب «رانا».
«بيت جدتي» عمل فني حديث تعمل عليه رانا حاليا، استعدادا لعرضه للمرة الأولى في معرض «EGYHOBBY 2021.. مصر الرابع للنماذج المصغرة» بمركز الهناجر للفنون، برعاية وزارة الثقافة، في 23 ديسمبر، بمشاركة معظم فناني المصغرات في مصر «المعرض ده بالذات، يضم معظم فنانين المصغرات من داخل مصر، حدث عظيم، والأعمال بتبقى روعة في الدقة والإتقان».