القصة الكاملة لغرق طالب بنها وانتشال جثته: قضى 528 ساعة تحت الماء

القصة الكاملة لغرق طالب بنها وانتشال جثته: قضى 528 ساعة تحت الماء
- القليوبية
- غريق بنها
- عريق القليوبية
- طالب بنها
- جثة طالب بنها
- عريق كفرطحلة
- القليوبية
- غريق بنها
- عريق القليوبية
- طالب بنها
- جثة طالب بنها
- عريق كفرطحلة
«أخيرا ظهرت الجثة».. هكذا تنفس أهالي قري مركز بنها وخاصة ميت العطار وطحلة وكفر طحلة، الصعداء، عقب انتشال جثة طالب بنها الغريق محمد عزت بلال، التي ظلت مايقرب من 528 ساعة غارقة في مياه فرع دمياط بنهر النيل بقرية كفر طحلة لمدة 22 يوما، حتى تم انتشالها ليلة أمس من أمام المسجد القبلي بقرية طحلة المجاورة لمكان الغرق، وتم تشييع الجثمان في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، في مشهد مهيب شارك فيه أهالي قرى مركز بنها، خاصة قرية ميت العطار مسقط رأس الطالب الغريق، حيث ودعه الأهالي بالزغاريد والهتافات.
«الوطن»، تستعرض القصة الكاملة لغرق محمد عزت طالب بنها منذ بداية الواقعة التي استمرت 22 يوما منذ غرقه وحتى انتشال الجثة ليلة أمس، وسط مأساة كارثية، عاشتها أسرته وأهل قريته في البحث عن جثمانه بمشاركة قوات الإنقاذ النهري بمحافظتي القليوبية والمنوفية وغواصين الخير من 5 محافظات، حتى استجاب الله لدعوات الجميع وخروج جثمان محمد من المياه وتشييعه لمثواه الأخير.
لمشاهدة بث مباشر جنازة الفقيد
بداية واقعة غرق طالب بنها
الواقعة بدأت في يوم 17 أكتوبر الماضي، عندما نزل الطالب محمد عزت بلال، ابن قرية ميت العطار المقيد بالصف الثاني الثانوي، هو وزملاؤه للاستحمام في مياه النيل بقرية كفر طحلة، حيث كان معه 6 من زملائه وتعرض للغرق في منطقة وعرة بفرع دمياط بنهر النيل، أمام قرية كفر طحلة مركز بنها، وحاول اثنان من زملائه إنقاذه ولكن محاولتهما باءت بالفشل، وتم إخبار والده الذي هرول لمكان الغرق وعثر على ملابسه وتليفونه المحمول، وبدأت محاولات انتشال الجثة عقب إبلاغ قوات الإنقاذ النهري التي انتقلت لمكان الحادث، وبدأت عمليات تمشيط واسعة، ولكن لم تعثر على الجثة، مما زاد من غموض الحادث حتى ظهرت بعد 22 يوما.
الدفع بقوات الإنقاذ النهري وحفار الري وغواصين الخير
مع مرور الوقت والأيام وعلي مدار 22 يوما منذ غرق الطالب محمد عزت بلال، وحتى ليلة أمس، استعانت الأسرة والأهالي الذين تجمعوا على ساحل النيل بقرى مركز بنها بداية من قرية كفر طحلة موقع الغرق بقوات الإنقاذ النهري من 5 محافظات، حيث قامت بتمشيط خط النيل بداية من بنها وحتى قناطر زفتى يوميا مع مجموعة غواصين الخير الذين شاركوا في عمليات التمشيط والإنقاذ وحفار للري لتطهير المنطقة للبحث عن الطالب الغريق وسط مطالبات بالاستعانة بالضفادع البشرية وأجهزة السونار الحديثة للوصول لجثته، ولم تيأس الأسرة والأهالي ولا قوات الإنقاذ من العثور على الجثمان وظل البحث متواصلا ليلا نهارا في المنطقة والمناطق المجاورة وسط دعوات الأهالي بخروج الجثمان.
حلقات قرآن وأدعية على ساحل النيل للدعاء بخروج محمد
وتزامنا مع عمليات الإنقاذ والتمشيط بالمنطقة والمناطق المجاورة لم ينقطع الدعاء والأمل لدى أسرة الطالب التي شهدت مأساة أخرى قبيل غرقه وهي وفاته شقيقته الكبرى 22 عاما، بعدة أيام، مما زاد من ألم الأسرة ومطالبتها بتدخل كل المسئولين لإنهاء معاناتهم حتى يتم دفن «محمد» بجانب شقيقته العروس الراحلة، حيث قام الأهالي بالتجمع بمكان الغرق يوما وقراءة القرأن وعمل ختمة للمصحف وتوزيع أجزاء للمصحف لهذا الغرص والدعاء الذي لاينقطع برد جثمانه حتى تهدأ أسرته وتستريح بدفن جثمانه، كما طالب الغواصون الأهالي بقراءة سورة يس تيمنا بها لمساعدتهم في التوفيق واستخراج الجثمان حتى خرج الجثمان ليلة أمس.
ملابس وهاتف محمول.. آخر ما شاهده أهالي غريق بنها قبل انتشاله
وخلال عمليات البحث والتمشيط ظهرت عدد من الشائعات بأنه لم يتعرض للغرق، وأنه مختفي، وهو مانفته الأسرة، مشيرة إلى أن آخر ما شاهدوه على الشط فور وصولهم عقب إعلان أصدقائه المرافقين له غرقه خلال النزول للنيل يوم 17 اكتوبر للاستحمام هي ملابس الغريق وهاتفه المحمول ملقاة على الشاطئ.
كما أكد أصدقاء الطالب أنه خلع ملابسه قبل نزوله للمياه للاستحمام مع زملائه وأنه تعرض للغرق وحاول اثنان منهم إنقاذه ولم يستطيعا وخرجا من الماء ليخبرا الجميع بغرقه.
التواصل الإجتماعي صحفات عزاء واستغاثة لانتشال جثة محمد
وخلال فترة البحث عن جثة محمد عزت، طالب بنها، تحولت صفحات التواصل الاجتماعي في بنها ومحافظة القليوبية، إلى دفتر عزاء ودعاء لأسرة محمد بالصبر والسلوان والتضرع إلى الله أن يعيد جثة محمد طالب بنها إلى أسرته مرة أخرى، حتى ترتاح قلوبهم، كما ساهمت صفحات التواصل في نقل استغاثات الأسرة والأهالي إلى المسئولين والجهات المعنية وغواصين الخير للمشاركة في انتشال الجثة والدفع بمعدات وحفار الري والغواصين وفرق الإنقاذ النهري من 5 محافظات لانتشال الجثة في أسرع وقت، كما كانت دفتر وسرادق عزاء لمواساة أسرته عقب استخراج الجثة أمس.
والد محمد غريق بنها : الحمد لله
واكتفي والد غريق بنها بقول «الحمد لله»، عقب سماع نبأ العثور على جثة ابنه، لتهدأ روحه ويستقر جثمانه في مقابر العائلة بجوار أخته التي سبقته بالوفاة منذ أيام قليلة، حيث ظل طوال فترة غرق نجله يناشد بالدفع بالمزيد من الغواصين المتطوعين للمشاركة في البحث وتوسيع نطاق البحث في النيل حتى تم العثور على جثة ابنه.
منطقة غرق محمد طالب بنها عمقها 20 مترا
وعلى مدار 22 يوما تواصلت عمليات التمشيط والبحث عن الجثمان، وأكد كل من شارك في عملية انتشال الجثة ومحاولة البحث عنها طوال هذه الفترة، أن صعوبة الأمر إلى أن المنطقة التي تعرض للغرق بها يصل عمقها إلى 20 متراً، وبها كمية كبيرة من الحشائش والأشجار تحت الماء صعبت من الرؤية والبحث، حيث أنها منطقة خطرة وبها جرف للنيل يتسبب في وجود عمق كبير مما أعاق عمليات البحث والتمشيط في المنطقة وتتطلب المناشدة بتدخل جهات لديها معدات عالية التقنية لكشف القاع حتى تم بذل كل الجهود الممكنة من الإنقاذ النهري ومديرية أمن القليوبية وغواصين الخير، وتم التواصل للجثة واستخراجها ليلة أمس من هذه المنطقة الوعرة، بعد جهود فرق وغواصين الداخلية وفريق غواصين الخير وضم كلا من وائل شعبان من الغربية، ومحمد دولار من الشرقية، والكابتن عزب عبدالحميد من الدقهلية، وآخرين بقيادة الكابتن إيهاب المالحي قائد فرق غواصين الخير على مستوى الجمهورية.
جنازة مهيبة للطالب محمد غريق بنها
وشهدت الساعات الأولى من صباح اليوم مشاركة الآلاف من أهالي قرى مركز بنها وتحديدا ميت العطار وطحلة وكفرطحلة، في جنازة طالب بنها محمد عزت بلال، عقب التصريح بدفن الجثة وخرجت الجنازة من مسجد الإحسان بالقرية في مشهد مهيب وسط زغاريد النساء وترديد الهتافات «لا إاله إلا الله الشهيد حبيب الله»، داعين بالرحمة للفقيد والصبر والسلوان لوالده ووالدته واسرته بعد مأساتهم في وفاة محمد وقبلها اخته العروسة 22 عاما بأيام.