المبادرة الرئاسية تُنهي معاناة أهالي قرى زفتى مع الغاز: «مفيش طوابير أنابيب تاني»

المبادرة الرئاسية تُنهي معاناة أهالي قرى زفتى مع الغاز: «مفيش طوابير أنابيب تاني»
اصطفاف العشرات أمام مستودعات أسطوانات البوتاجاز فى قرية السملاوية التابعة لمركز زفتى بالغربية، مشهد اعتاده أهالى القرية الذين يخرجون من منازلهم حاملين أنابيب بوتاجاز على ظهورهم فى ساعة متأخرة من الليل، رحلة شاقة تمتد لساعات بعد سطوع شمس النهار، وقد تنتهى بعودة البعض دون أن يحصل على أنبوبة ممتلئة بالبوتاجاز.
تفاصيل هذا المشهد تعكس ملامح من حياة صعبة عاشها الأهالى فى أوقات أزمات أسطوانات البوتاجاز، لكنها تلاشت كلياً مع إطلاق إشارة البدء ضمن مبادرة «حياة كريمة» لإدخال وصلات الغاز الطبيعى إلى القرية. «كانت أيام صعبة خصوصاً فى الشتا، بننزل من الفجر نحجز مكان فى طابور المستودع، والحمد لله اتحلت المشكلة دى»، تقولها الأم صالحة سعيد، من أهالى القرية، فى بداية حديثها لـ«الوطن».
انطلقت المبادرة فى تركيب وصلات الغاز الطبيعى لمنازل قرية منشية سليمان، وبادرت الأم بالتقديم على إدخال الغاز إلى منزلها: «أول ما عرفت رُحت قدمت على الغاز عشان أرحم نفسى من العذاب بتاع أنبوبة البوتاجاز»، بحسب قولها.
«صالحة»: «أول ما عرفت بالمشروع قدمت على الغاز عشان أرحم نفسي من العذاب بتاع الأنبوبة»
مشقة وعناء ملء أنبوبة البوتاجاز لم تعد موجودة فى حسبان «صالحة»، لم ينقطع الغاز عن بيتها يوماً واحداً، ولم تواجه حيرة فى طهى الطعام لأطفالها كما كانت من قبل: «الأول كنت بلفّ بالأنبوبة على ضهرى عشان أملاها وأوقات ماعرفش والبيت يفضل من غير أنبوبة لأسبوع». إلى جانب تخفيف رحلة العناء فى الحصول على أنبوبة البوتاجاز، ساعدت وصلات الغاز فى تخفيف العبء المادى الواقع على كاهل الأم، وبحسب روايتها، ثمن أنبوبة البوتاجاز الواحدة يصل إلى أكثر من 80 جنيهاً ولا تكفى أسبوعين: «بنشحن الغاز بحوالى 50 أو 60 جنيه وبيكفينا طول الشهر»، بحسب روايتها.
مساعدة شاب يعيل 3 أسر بسوهاج وانطلاق مسرح الشارع «2 كفاية» في القرى
ويحكى الإعلامى ياسين الزغبى، مذيع المبادرة وقاهر الإعاقة، قصة كفاح الشاب سليمان عبدالرحمن، من صعيد مصر، وبالتحديد فى إحدى قرى محافظة سوهاج، التى تشهد حالياً أعمال المبادرة لتشمل تدشين 1238 مشروعاً فى 181 قرية موزعة على 7 مراكز، للشباب والسيدات، وذلك لتوفير حياة كريمة لهم.
و«سليمان» عاش طفولته يتيماً، حيث مات والده وعمره 6 أشهر ورباه عمه، وسرعان ما كبر ليواجه مصيره فى الحياة، فعمل منذ طفولته فى أحد المناحل حتى أحب المجال وتعلم فنونه، وبمجرد أن أنهى دراسته وحصل على دبلوم التجارة قرر أن يعتمد على نفسه ويتوسع فى مشروعه إلى أن بلغ 150 خلية نحل.
«الحياة ليست مشرقة دائماً».. هذا ما اكتشفه الشاب الصعيدى، بعد أن استيقظ ذات يوم على حريق ضخم فى منحله، أتى على حلم حياته وأعاده لنقطة الصفر من جديد، ولم يتحمل الشاب الصدمة فسقط أرضاً ونقلته سيارة الإسعاف ليستعيد وعيه فى المستشفى، ويقرر السفر لإحدى الدول العربية والعمل سائقاً بإحدى شركاتها، ولكن المصائب لا تأتى فرادى فاستدعته أسرته بعد فترة قليلة لتعرُّض شقيقه لحادث مؤلم توفى على أثره، وترك زوجته وطفلين بلا مأوى.
وبين عشية وضحاها، أصبح الشاب مسئولاً عن 4 فتيات هن أخواته، وأمه وزوجته، وزوجة أخيه والطفلين اليتيمين ابنى أخيه، وازداد الأمر سوءاً بتعرُّض شقيقه الأكبر لارتفاع مفاجئ فى ضغط الدم سبّب له نزيفاً فى المخ أصيب على أثره بشلل نصفى وأصبح قعيداً فى منزله.
وبعد وفاة أخيه، وإصابة الآخر، لم يجد الشاب طريقة للسفر مرة أخرى بعدما أصبح المسئول عن كل هؤلاء، فبقى بجوار أرملتين و4 فتيات وطفلين يتيمين وأخ شقيق مقعد، فعمل سائقاً تارة وعاملاً فى جراج تارة أخرى، ولم يترك طريقاً إلا وسعى خلاله للقمة العيش، وعمل لمدة عامين سائقاً فى الوحدة المحلية بدون أجر على أمل تعيينه بعقد ولكنه لم ينل مبتغاه.
تعاطف أهل قريته معه، ولكن التعاطف وحده لا يكفى لدعم مكافح يعول 3 أسر، حتى ظهرت مبادرة حياة كريمة، التى تُعتبر المنقذ المسخّر لانتشاله من الضياع والانهيار، لتقرر المبادرة دعمه ومساندته وفقاً لخبرته السابقة وتعيد له مشروع المنحل من جديد، فأهدته المبادرة عدداً كبيراً من خلايا النحل كهدية على أمل التوسع ولكى يستطيع استكمال مشروعه وتحقيق حلمه، وليحيا هو ومن يعيشون فى كنفه حياة كريمة لائقة.
ومن جهة أخرى، بدأت أمس الأول، المرحلة الثانية لمشروع «2 كفاية» من مسرح الشارع من خلال العرض المسرحى «2 كفاية»، وذلك بواقع عمل عرضين مسرحيين فى الساحات والشوارع الرئيسية بكل محافظة، بإجمالى 20 عرضاً مسرحياً فى المحافظات العشر المستهدفة كمرحلة أولى، ويليها البدء فى المحافظات العشر الأخرى فى مطلع عام 2022، وتُعتبر محافظات المرحلة الأولى هى الأعلى فى نسب الخصوبة، وتضم: البحيرة، الجيزة، الفيوم، بنى سويف، المنيا، قنا، سوهاج، أسيوط، الأقصر، أسوان. ويطرح العرض المسرحى العديد من التأثيرات السلبية الناتجة عن كثرة الإنجاب، ويركز على تصحيح المفاهيم الخاطئة فى إطار جهود الدولة لمواجهة المشكلة السكانية التى تمثل أحد أهم التحديات التى تعوق مسيرة التنمية، وفى سياق قيام وزارة التضامن الاجتماعى بدورها فى المساهمة فى الحد من الزيادة السكانية من خلال مشروع «2 كفاية» الذى تم إطلاقه منذ عام 2018.
ويُقدَّم العرض المسرحى بقرى «حياة كريمة» كأحد التدخلات الرئيسية التى تتخذها الحكومة من أجل تنفيذ رؤيتها فى تحقيق التنمية الاجتماعية الشاملة بقرى «حياة كريمة»، وتُعتبر مكوناً سكانياً لتغيير الممارسات الخاطئة، وتعزيز القيم الإنجابية والسلوكية الجيدة.
العرض المسرحي يطرح التأثيرات السلبية لكثرة الإنجاب من خلال مواقف جاذبة للمُشاهد
كما يطرح العرض المسرحى العديد من التأثيرات السلبية الناتجة عن كثرة الإنجاب، وذلك من خلال طرح مواقف جاذبة للمُشاهد تجعله يُفكّر فى الرسائل دون افتعال وتجنب أساليب الوعظ والتخويف. ويركز العرض على العديد من المفاهيم الاجتماعية المغلوطة التى تدفع العديد من العائلات نحو زيادة الإنجاب بطريقة كوميدية خفيفة وجذابة ومقبولة تصل بسهولة إلى المشاهد، بهدف رفع الوعى وزيادة الطلب على خدمات تنظيم الأسرة وتعزيز مفهوم الأسرة الصغيرة، مع التأكيد على حقوق الأطفال فى الرعاية الكافية والخدمات الأسرية والاجتماعية المتكاملة.
وتبدأ عروض مسرح شارع «2 كفاية» فى محافظة أسوان بقريتين من قرى «حياة كريمة»، وهما السباعية والشراونة، وتنتهى العروض فى 27 نوفمبر بقريتى الأبعدية الجديدة والكنايس، وهما من قرى «حياة كريمة» بمحافظة البحيرة.