هشام العسكري: معدلات الأمان في السد الإثيوبي منخفضة

11:36 ص | الخميس 28 أكتوبر 2021

قال الدكتور هشام العسكري، أستاذ علوم البيانات والاستشعار عن بعد بجامعة تشابمان بالولايات المتحدة الأمريكية، إنه تم إعداد دراسة دولية باستخدام الأشعة الرادارية والأقمار الصناعية التي أثبتت وجود هبوط أرضي في عدد من القطاعات في هيكل السد الإثيوبي وأن معدلات الأمان في السد منخفضة وتحتاج إلى دراسات دقيقة ومستمرة خاصة مع الملء الكبير للسد.

وأوضح «العسكري» خلال عرضه دراسة علمية عن استخدام الصور الرادارية، في الجلسة العامة باليوم الخامس في أسبوع القاهرة للمياه، أن العديد من الصور التي تم التقاطها لقطاعات عرضية وطولية لهيكل السد الإثيوبي وكذلك السد المساعد تؤكد أن هناك تحرك ما بين الانخفاض والانزلاق لتلك القطاعات.

الدراسة تقوم على رصد الأقمار الصناعية تحرك طبقات الأرض أسفل السد

ولفت «العسكري» خلال الجلسة التي تتناول الابتكار والإبداع في علوم المياه، أن الدراسة علمية بحتة، وشارك فيها عدد كبير من الباحثين من العديد من الجامعات الدولية، ومن مصر الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الري، وتقوم على استخدام صور الأقمار الصناعية الرادارية في رصد تحرك طبقات الأرض أسفل السد.

تحليل البيانات أثبت وجود تلوث في مياه بحيرة السد

وأشار إلى أنه برصد صور أمس وتحليل البيانات، تم رصد خطر بيئي جديد للسد الإثيوبي، يتمثل في تلوث في مياه بحيرة السد بسبب الغطاء النباتي الذي غطته المياه في بحيرة سد النهضة عقب الفيضان الأخير.

وأوضح «العسكري» أن الأشعة الرادارية تقوم باختراق طبقات الأرض ونقلها إلى الأقمار الصناعية مرة أخرى بشكل مستمر، حيث تم مطابقتها وثبت رصد هبوط رأسي ومستمر في نقاط محددة، وحركة مستمرة أسفل هيكل السد، حيث يقع السد الإثيوبي بشكل كامل داخل الصدع الأفريقي الشرقي، كما يوجد العديد من البراكين وأحزمة الزلازل التي تمر داخل الهضبة الإثيوبية.

الدراسة أثبتت عدم وجود اتساق في جسم السد المساعد والرئيسي

وأوضح «العسكري» أن الدراسة بدأت منذ عدة أعوام، وتم رصد الهبوط في الملء الأول عام 2020 بشكل كبير، وازداد مع الملء الثاني، في نقاط محددة في السد الرئيسي وتحديدا في المنطقة الشرقية، وكذلك في السد المساعد في عدد من النقاط، كما تم رصد هبوط كبير في البوابات التي تم فتحها لتصريف المياه، مؤكدا أن كافة الصور تؤكد أن هناك عدم اتساق في جسم السد المساعد والرئيسي، مشيرا إلى أنه باستخدام الأشعة الرادارية وصور الأقمار الصناعية لدراسة التربة أيضا اتضح أن النقط الضعيفة تقع داخل مناطق تربة هشة وضعيفة.

ولفت إلى ضرورة العمل واستكمال الدراسة العلمية للسد الإثيوبي، حيث أن الدراسة تنذر من الناحية العلمية العديد من علامات الاستفهام حول ثبات واستقرار السد، ويجب أن نفكر في سيناريو علمي لاستمرار الدراسة عند ملء كميات كبيرة في السد بدراسة أكبر.

وأشار «العسكري» إلى أن منتدى دافوس الاقتصادي ألقى الضوء على المخاطر في المجالات البيئة والاجتماعية، وأهم تلك المخاطر التي تواجه الإنسانية واحتمالية حدوثها، التغيرات البيئة وتغير المناخ، ومصر معرضة لمخاطر بيئة واجتماعية بسبب ما تعانيه من ندرة مياه.

وشهدت الجلسة حضور عدد كبير من الباحثين الدوليين، وحضرها الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الري، والدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي، والدكتور هشام بخيت، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، ورئيس معهد البحر المتوسط للمياه الدكتور اليان ميسوري.