الأمن القومى.. والرمال السوداء
إذا أردت أن تبحث عن الفساد فعليك التوجه إلى الشمال حيث بحيرة البرلس التى تحولت إلى قطعة تورتة للصوص الأراضى.. كلمات قلتها فى وجود الدكتور يوسف والى وزير الزراعة فى عام 2003 فى مجلس الشعب.
حيث إن الفساد كان ينطلق بشكل منظم وممنهج فى كفر الشيخ.. فكان هناك مجلس للوزراء معروف بمجلس الفساد كان يترأس مجلسهم رئيس مدينة رغم أنهم وزراء ومحافظون وضباط كبار حصلوا وسرقوا وقسموا تورتة الأراضى بحماية قوات الأمن المركزى المدججة بالسلاح والمدرعات ورسخ كبيرهم على ضيعة هناك.. هكذا حصل الوزراء ومنهم من أصبح رئيس الوزراء فيما بعد على ضيعات بأسماء أبنائهم هناك.. وما زالت الأرض هناك شاهدة على صفحة من صفحات الفساد الأسود.. ورغم أن الله وهب كفر الشيخ مقومات وثروات طبيعية إلا أن فساد البشر حال من وصول هذه الثروات إلى أهالى البلاد أو الدولة، أتحدى أن يصل ملف هذا الفساد إلى رأس الدولة لأنه باختصار ما زال رموز الفساد موجودين داخل منظومة صنع القرار.. ومن قضية الأراضى التى تم تسقيعها وتحولت إلى بؤرة من بؤر الفساد فى المجتمع بمباركة ورعاية الدولة.. ننطلق إلى قضية أشد خطورة وهى قضية الرمال السوداء على شاطئ البحر الأبيض بمطوبس والرمال السوداء الموجودة هناك التى تحتوى على اليورانيوم وعناصر أخرى تستخدم فى الصناعات الاستراتيجية والعلاجية تحولت إلى كنز للصوص ومافيا الرمال السوداء فى كفر الشيخ تحت سمع وبصر ورعاية الدولة، رغم أن هذه القضية قضية خطيرة تمس سيادة البلاد وأمنها القومى، ورغم أن هناك فرعاً لهيئة الطاقة النووية فإن الدولة غائبة تماماً وتجريف الرمال السوداء ما زال مستمراً تحت سمع وبصر ومباركة أجهزة الدولة.. ومنذ سنوات طوال أثار الصحفى أسامة داود عضو مجلس نقابة الصحفيين فصول هذه القضية وتضمنها كتابه «حيتان الأراضى».. وقد كشف عن محاولة إحدى الشركات الصهيونية متقمصة اسم شركة استرالية، استغلال هذه الرمال لما تحتويه من عناصر اليورانيوم وعناصر أخرى تستخدم فى الصناعات الاستراتيجية.. والآن إذا كان الشعب لم يتسامح فى قضية من نهبوا أراضيه وثرواته مؤمناً بأنه لن يضيع حق وراءه مطالب.. فإنه أيضاً لن يتسامح فى قضية تمس أمن قومى البلاد.. إن ملف الفساد فى كفر الشيخ لا يجب أن يغلق أبداً وإن شاء الله لن يغلق سواء للوزراء وأبنائهم الذين استولوا على الأراضى وسقعوها أو الرمال السوداء التى يتم تجريفها الآن.. والسؤال هل جهات الأمن القومى والرقابة الإدارية لديها علم بما يحدث.. الأمر خطير يتطلب فتح ملف الرمال السوداء بكل قوة.. القضية قضية أمن قومى.