رواية «أبطال جبل المر» لحازم هاشم.. تحكي بطولات الجيش المصري في أكتوبر

رواية «أبطال جبل المر» لحازم هاشم.. تحكي بطولات الجيش المصري في أكتوبر
- حازم هاشم
- الكاتب حازم هاشم
- أبطال جبل المر
- روايات حازم هاشم
- حازم هاشم
- الكاتب حازم هاشم
- أبطال جبل المر
- روايات حازم هاشم
تناول الكاتب حازم هاشم، في رواية «أبطال جبل المر»، واحدة من الملاحم التي تجسد بطولات الجيش المصري في حرب أكتوبر المجيد في يوم التاسع من أكتوبر، أي بعد 3 أيام فقط من اندلاع الحرب، إذ يسرد الكاتب في روايته كيف سيطر المصريون على منطقة «جبل المر»، واحدة من أخطر المواقع آنذاك.
كانت الخطة تقتضي عبور أحد الألوية الميكانيكية قناة السويس ليكون بمثابة خط دفاع ثانٍ لإحدى الفرق، وشهد يوم التاسع من أكتوبر تحليق أسراب من طائرات العدو الإسرائيلي على مسافات منخفضة جدًا، وكانت قوات الدفاع الجوي تتصدى لها وتحاول الدبابات اصطيادها مستغلة انخفاضها.
ارتباك الطائرات المعادية
وسرد «هاشم»، على صفحات كتابه «أبطال جبل المر»، أن ضربات الدبابات المصرية أحدثت ارتباكًا في الطائرات المعادية، ما أدى إلى اضطرارها لإلقاء حمولتها خلف القوات المصرية، في محاولة منها للهرب خفيفةً بعيدًا عن مرمى النيران، وفي أثناء الهروب وصلت إحدى المقذوفات المصرية إلى طائرة معادية من طراز «سكاي هوك»، ما أدى إلى سقوطها وسط تهليل الجنود.
صدرت الأوامر للعقيد «فتحي»، قائد القوات باللواء، بالتقدم للاستيلاء على منطقة «جبل المر»، وكانت المهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة، إلا أنّ العقيد قبل تنفيذها بدأ يجهز خطته مع المقدم صلاح رئيس العمليات في اللواء، وكانت الخطة تنحصر في استغلال نيران المدفعية والصواريخ المهاجمة للعدو في منطقة «جبل المر» من جبهتين، بالإضافة إلى قيام مجموعة من المشاة بمعاونة الدبابات بالمهاجمة من جهة اليمين، ومجموعة أخرى بنفس التشكيل والعناصر المهاجمة من جهة اليسار.
هجوم عنيف
و يحكي حازم هاشم، تفاصيل الهجوم العنيف الذي تعرضت له إحدى المجموعات، ما اضطر العقيد «فتحي» لإصدار التعليمات ببدء تحرك الوحدات من مواقعها الموجودة شرق القناة في اتجاهها للتمركز في «جبل المر»، ولكن اشتد القصف من العدو وتسبب في خسائر جسيمة، إذ سقط المقدم «سليم» قائد الدبابات مصابًا بجروح وجرى إخلاء الموقع.
وأشار «هاشم» إلى أنّ الأمور تعقدت، ورغم ذلك كان هناك إصرارا غريبا من العقيد «فتحي» على إنهاء تلك المهمة رغم كل الظروف وصعوبة الأمر، ليقرر الخروج عن التقليدية في التنفيذ والالتزام الحرفي بالتعليمات، إذ كان لابد من التحرك السريع وإنقاذ الموقف، مستغلاً الثقة الزائدة لدى العدو وأن مهمة المجموعة المصرية لن تتم خاصة بعد تدمير القوة الرئيسية، فلم يكن قرار استكمال المهمة سهلًا، بل إن بعض الرجال اعتبروه قرارًا مجنونًا.
إصرار وعزيمة المصريين
ويستعرض الكاتب في روايته، قدرة المصريين في التغلب على القلق مهما كانت أسبابه، فبزغت شمس اليوم التالي وكان عدد الرجال المتبقين مع العقيد «فتحي» لا يزيد عن 30 رجلًا منهم القائد، ورئيس العمليات، وقائدة قوة المدفعية.
وفكر العقيد في أن الاختفاء بمحازاة الجبل سيسهل اكتشاف المجموعة واصطيادها، وهنا أعطى القائد البطل أوامره بالاقتحام، وسط اندهاش الجميع، وأثناء مسافة التقدم التي لا تتعدى الألفي متر، ومع ضآلة عدد الأفراد المقتحمين، لمح «فتحي» دبابات العدو خلف إحدى القباب القريبة من جبل المر، فأمر بإطلاق صواريخ عليها، والتي سقطت بعيدة عن الهدف، وانضمت تلك المجموعة مع الفريق الآخر بقيادة الرائد «علي»، لتبدو مجموعة الاقتحام قوة كبيرة العدد وهو بالفعل ما تخيلها قائد المدرعات الإسرائيلي.
تقهقر دبابات العدو
وبدأت الدبابات الإسرائيلية في التراجع والتقهقر، أمام قوة لا تتخطى الـ 30 رجلًا، وتمكن أحد الجنود، ويدعى «محمد»، بسلاحه الشخصي الخفيف من اصطياد إحدى الدبابات المنسحبة، ما زاد من ارتباك الدبابات الإسرائيلية وجعلها تسرع في الانسحاب، متوجهةً نحو الشرق، وانسحب العدو بكل قوته هاربًا من «جبل المر»، بعدما ارتد في فوضى من حصونه التي شيدها بأسلوب يجعلها قوية تتحمل أعنف الضربات.
السيطرة على جبل المر
واستطاعت مجموعة العقيد «فتحي» السيطرة بواسطة 30 بطلا من أبطال الجيش المصري، على «جبل المر»، بعد أن ذاقت مدينة السويس الباسلة وطأة ما نزل فوقها من دانات المدفعية الثقيلة والصواريخ الإسرائيلية التي كانت تنزل فوق السويس مشعلة النيران، واستطاع الجنود البواسل الـ 30 أن يرفعوا العلم المصري فوق الجبل.