خبراء: اعتراف بريطانيا "رمزيا" بـ"فلسطين" نجاح لمؤتمر "إعادة الإعمار"

خبراء: اعتراف بريطانيا "رمزيا" بـ"فلسطين" نجاح لمؤتمر "إعادة الإعمار"
لم يمضِ سوى يومين على بداية المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة، الذي دعت له مصر والنرويج، وأقيم في القاهرة، حاصدًا 5.4 مليار دولا أمريكي، لصالح غزة، حتى أعلن البرلمان البريطاني اعترافه الرمزي بدولة فلسطين بغالبية أصوات 274 صوتا مقابل 12، من بين 650 عضوًا، في جلسة تغيب عنها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، بعد مداولات ساخنة استمرت لساعات، أثبت فيها مؤيدو إسرائيل فشلهم.
يعد ذلك "توصية" ورأيا وليس "اعترافا رسميا" من قبل البرلمان البريطاني، الذي من المفترض أنه يمثل الشعب والتيارات السياسية في المجتمع الإنجليزي، إلا أنه غير ملزم من الحكومة التي بدورها عليها الاهتمام بمقترحات البرلمان، حسبما قال السفير أحمد الغمراوي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، مؤكدًا أنه يمثل خطوة جيدة ومهمة في المجتمع الأوروبي بالنسبة للشأن الفلسطيني، جاءت في ردة فعل سريعة تعبر عن نجاح المؤتمر الدولي لإعادة إعمار الذي دعت إليه الخارجية المصرية ودولة النرويج.[FirstQuote]
كما أن الغمراوي يرى، في حديث لـ"الوطن"، أن آرثر جيمس بلفور رئيس وزراء بريطانيا الأسبق تسبب في وعده بإقامة دولة إسرائيلية في فلسطين في تلك الأزمة الدولية، التي استمرت لما يقرب من 100 عام، وعلى بريطانيا الآن الالتزام بالمقترح الأمريكي في حل الدولتين والانفصال كما وافقت عليه مختلف الدول الأوروبية.
أكد السفير محمد العرابي وزير الخارجية المصرية الأسبق، أن المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة نجح في إعادة القضية الفلسطينية إلى قمة القضايا الدولية، فضلا عن إنعاش الوعي العالمي بقضية غزة والانتهاكات التي يلقاها أهلها جراء الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما دفع البرلمان البريطاني إلى الاعتراف الرمزي بفلسطين لحل تلك الأزمة، واصفه بأنه خطوة مبشرة وجيدة في تاريخ بريطانيا.[SecondQuote]
ووافقه في الرأي، السفير أحمد أبو الخير مساعد وزير الخارجية الأسبق، والخبير الدبلوماسي، قائلا إن دعوة الرئيس السيسي بريطانيا للمؤتمر ساعدت على تأييد هذا القرار بين نوابه وتحفيزهم على هذا الاعتراف الرمزي من حيث المبدأ، والذي من المحتمل أن يمثل ورقة ضغط على الحكومة، على الرغم من مخالفته لسياستها، حيث إن الأمور السياسية دائمًا متغيرة، على حد قوله.
"الاعتراف يعني وجود بصيص أمل تجاه حل القضية الفلسطينية داخل إنجلترا، وإدانة إسرائيل" هكذا علق أبو الخير على القرار، داعيًا الدول العربية وعلى رأسها مصر في الضغط على الحكومة البريطانية بالاعتراف بدولة فلسطين، لافتًا إلى أن الرئيس الفلسطيني ينوي طرح هذا الأمر على الأمم المتحدة.
وأوضح الخبير الدبلوماسي أن المساعدة المالية التي قدمتها بريطانيا لإعادة إعمار غزة، والتي تقدر بـ32 مليون دولار أمريكي، يوم السبت الماضي، تمثل دعما من الناحية الإنسانية فقط وليس سياسيًا، من أجل الضحايا الفلسطينيين، حيث لم يكن قد تم إعلان هذا الاعتراف بعد.