«بسنت» طالبة جامعية تبيع الحلوى على شواطئ الإسكندرية: «الشغل مش عيب»

كتب: أحمد مباشر

«بسنت» طالبة جامعية تبيع الحلوى على شواطئ الإسكندرية: «الشغل مش عيب»

«بسنت» طالبة جامعية تبيع الحلوى على شواطئ الإسكندرية: «الشغل مش عيب»

ابتسامتها تداوي القلوب، يرتسم الرضا على وجهها، فالمقسوم لها يجلب السعادة، والرزق يحاصرها من كل مكان، فهي تتجول راجية نعم الله، لا تنظر إلى هذا أوذاك، هدفها الأول والأخير جلب المال لمساعدة أسرتها ونفسها في استكمال التعليم، هي «بسنت» صاحبة الـ19 عامًا. 

«بسنت» طالبة تذهب إلى الجامعة صباحا، وبائعة عصرًا، تقف على شاطئ البحر بمنطقة أمام شارع محمد نجيب بمحافظة الإسكندرية، معها مجموعة من علب الحلوى من صنع يديها، فهي تسعى لتحقيق قصة نجاح، رغم كونها في مرحلة التعليم الجامعي.

بسنت تبيع الحلويات بعد انتهاء اليوم الجامعي

تصنع «بسنت» الطالبة بالفرقة الثانية بكلية التجارة جامعة الإسكندرية، بعد انتهاء يومها الجامعي، الحلوى الخاصة بمشروعها، ثم تعبئتها داخل علب محكمة الغلق، حتى تتجنب تلف تلك الحلوى، وتعرضها للهواء والأتربة، حسب حديثها لـ«الوطن».

تعشق «بسنت» منذ طفولتها مشاركة والدتها في أعمال المطبخ، تحديدًا عندما تقوم والدتها بتحضير أي أنواع الحلوى بالمنزل، ومنذ الصغر تراودها أحلام أن تصبح صاحبة معرض كبير خاص بالحلوى، من أجل هذا الحلم الذي يفوق إمكاناتها الحالية، وبدأت طريقه بأبسط الإمكانات.

تسويق المشروع

تسويق المشروع لم يكن أمرًا سهلا على «بسنت»، إذ استخدمت أدوات بسيطة في تصنيع الحلوى من المنزل، وعرضتها على حساب خاص بها على «فيس بوك»، لكنها وجدت دعمًا كبيرًا من أفراد أسرتها، استمرت على أثره في عرض منتجاتها عبر الحساب الخاص بها، ولكن النتائج لم تفلح كما كانت تتوقع، في هذه اللحظة فكرت في التراجع عن حلمها المستقبلي، إلا أن الدعم السريع جاء من أسرتها، لكي لا تتخلي عن أحلامها، فطلبت من شقيقتها أن تساعدها في تصنيع الحلوى، وحثتها على النزول للشارع، وتسويق منتجاتها بين المارة والجالسين على شاطئ الإسكندرية، وهنا وجدت الفتاة استحسانا كبيرا من الزبائن والمارة أمام شارع محمد نجيب.

«بسنت» تتحدى المتنمرين

مع بداية العام الدراسي الجديد، قررت «بسنت» الانتقال لمنطقة التجمع بالقرب من الجامعة، لكي تتمكن من متابعة المحاضرات الجامعية بجانب عملها، ولكنها من أول يوم بدأت تواجه التنمر من بعض الشباب والفتيات، إلا أنها استمرت في العمل بنفس المنطقة، وتحدت المتنمرين، ووجهت لهم رسالة بأنها تعمل لتحقيق حلمها والاعتماد على نفسها، وأنها لن تخجل من عملها «الشغل عمره ما كان عيب، أنا بشتغل عشان لازم اعتمد على نفسي». 


مواضيع متعلقة