بريد الوطن.. بين الغضب وثوران المشاعر

بريد الوطن.. بين الغضب وثوران المشاعر
يصنَّف الغضب ضمن قائمة العواطف والمشاعر الأساسية التى تمثل جزءاً مهماً فى حياة كل إنسان، فكيف يكون الغضب مهماً وهو شىء سيئ؟
هناك فهم مغلوط يخلط بين الغضب وثوران المشاعر، فالغضب فى مفهومه الأساسى يعنى التعبير عما يزعجنا من شىء ما فى حدود اللياقة والأدب، وهذا من الناحية النفسية هو أمر ضرورى وصحى، لأن الكبت هو سبب رئيسى للكثير من الأمراض.
أما كلمة ثوران فتأتى بمعنى وصول الشىء إلى قمته، وهنا يكمن الخطر، ويمكن تقسيم ثوران المشاعر إلى مرحلتين، الأولى هى مرحلة غضب متوسط الشدة، ولكنه متكرر فى غير محله ولأتفه الأسباب، والثانية مرحلة من الغضب مصاحب لفقدان السيطرة على النفس والأعصاب.
الغضب الصحى هو ما يجعل للإنسان كياناً خاصاً ومستقلاً ومنفصلاً يعبر من خلاله عن احتياجاته ودوافعه ورغباته، ويتميز بأنه غضب واعٍ ومُحْكم، وهذا ما قال عنه الرسول بولس لأهل أفسس «اغضبوا ولكن لا تخطئوا»، أما الغضب الذى لا يرى فيه الإنسان إلا نفسه فقط، بحيث يصبح فيه ثوران المشاعر عاطفة سائدة كوسيلة لإثبات صحة كلماته ومعتقداته، فهذا يسمى «غضب الجاهل»، ما قال عنه الحكيم سليمان فى سفر الجامعة إنه لا يستقر إلا فى حضنِ الجهال، وهو لا ينتج عنه سوى المعاناة وقلة الراحة فى الحياة.
د. ريمون ميشيل، استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com