والد غريق ميت العطار بالقليوبية: «نفسي أدفن ابني»

والد غريق ميت العطار بالقليوبية: «نفسي أدفن ابني»
في الوقت الذي كان يحاول فيه عزت بلال، الأب الذي يعيش بقرية ميت العطار بمركز بنها في القليوبية، أن يلمم نفسه من جديد ويتعافى من حالة الحزن الكبيرة التي ألمت بعد وفاة ابنته قبل أسابيع قليلة، جاءه اتصال هاتفي، يخبره بضرورة الحضور إلى قرية كفر طحلة المجاورة لقريته مسرعا، لأن نجله طالب الصف الثاني الثانوي لقى مصرعه غرقا .
وعلى الفور توجه والد الطالب إلى موقع الحادث على أمل أن يكون ما سمعه مجرد كذب وهراء، لكن تفاصيل ما وجده على أرض الواقع كانت أصعب مما جاء في تلك المكالمة، حيث أكد له شهود العيان غرق نجله أثناء استحمامه ومجموعة من زملائه بمدرسة الشهيد جابر الثانوية بنين، حسبما روى «عزت»، لـ«الوطن».
والد الطالب: «نفسي ادفن ابني»
ورغم قسوة المشهد الذي يقوم فيه الأب بدفن نجله بيديه داخل مقبره، إلا أن هذا المشهد بكل قسوته، أكثر ما يتمناه الأب حاليا، بعدما فشلت قوات الإنقاذ وفرق البحث الخاصة بمحافظة القليوبية في العثور على جثمان نجله، ليبدأ في إجراءات دفنه بمقابر عائلته، قائلا: «الحمد لله راضي بقضاء ربنا، ومش عايز حاجة غير أن ألاقي ابني وأدفنه وأطمن عليه في تربته».
والد الطالب: نبحث عنه منذ 4 أيام دون جدوى حتى الآن
ويضيف والد الطالب: «بقالنا 4 أيام بندور وقوات الإنقاذ والغواصين بيدوروا، ومش قادرين نوصل لأي حاجة ولا ابني ظهر على السطح»، موضحا أن هناك 16 غواصا يشاركون في عمليات البحث، لكن المشكلة أنهم لا يعملون بالطاقة الكاملة للفريق ولا حتى نصفها: «ده واحد او اتنين بس بينزلوا، ولما يطلعوا واحد او تنين غيرهم ينزلوا، مش عارف ليه مينزلوش 8 مع بعض أو على الأقل 5 في وقت واحد».
أحد أقارب الطالب: «المنطقة اللي غرق فيها كلها أشجار تحت الميه»
ويوضح أحمد بلال، طالب بكلية الطب البيطري بجامعة بنها، وأحد أقارب طالب الصف الثاني الثانوي، الصعوبات التي تواجه فريق الإنقاذ في التوصل إلى جثمان قريبه، كاشفا أن المنطقة التي يبحثون فيها تضم أشجارا وضعها الصيادون تحت المياه بغرض صيد الأسماك، وهو ما يمنع فريق الإنقاذ من البحث بشكل جيد.
أحد أقارب الطالب: فريق الإنقاذ يرجح جرف التيار للجثمان
ولفت «أحمد» في حديثه لـ«الوطن»، إلى أن هناك أحاديث تتردد في الفترة الأخيرة بين أعضاء فريق الإنقاذ، يرجح بأن يكون جثمان قريبه ذهب مع تيار المياه ولا يتواجد بالمكان الذي شهد حادث غريقه، معلنا أن قوات الإنقاذ لجأت إلى حفار لينزع الأشجار من تلك المنطقة وفي طريقه حاليا إلى موقع الحادث ليبدأ عمله ويفرغ مياه تلك المنطقة من كل الأشجار المتساقطة بها.
أهالي القرية بأكملهم يشاركون في عمليات البحث على الطالب
ومنذ وقوع الحادث وكل أهالي قرية طالب الصف الثاني الثانوي، يحاولون المشاركة في عمليات البحث عنه إلى جوار أفراد عائلته وفريق الإنقاذ النهري، حسبما يروي «أحمد»، مضيفا: «الشباب عندنا من تاني يوم موجودين، على النيل لحد كفر شكر، ومكلمين كل الصيادين لحد زفتى، عشان لو طلع على المية، والصيادين بردوا معانا بالمراكب طول اليوم في النيل».