بروفايل | الكنيسة المعلقة تاريخ المحبة

بروفايل | الكنيسة المعلقة تاريخ المحبة
«سلوا تعطوا.. اطلبوا تجدوا.. اقرعوا يفتح لكم»، ظهر النقش على حجر حصن «بابليون» بوضوح، الذى يعلو الباب المزخرف بخطوط عثمانية، فى واجهة الكنيسة المبنية على الطابع البازيليكى الشهير، من طابقين منقوش على جدرانها آيات الكتاب المقدس برسم كوفى عتيق ولافتة تشير إلى اسم الكنيسة «كنيسة القديسة دميانة - الكنيسة المعلقة».
أنهى البناءون عملهم، وفرغ المرممون من مهمتهم، التى استغرقت 16 عاماً، داخل المبنى مستطيل الشكل الرابض فوق برجين من أبراج حصن «بابليون»، مكون من 3 أجنحة وردهة أمامية وهيكل موزع على 3 أجزاء، وبه ثلاثة عشر عموداً، كل اثنين متقابلين متشابهان، وكل واحد منها يرمز لأحد حواريى السيد المسيح، وعمود وحيد لا مثيل أمامه يرمز للمسيح نفسه.
هنا فى حى مصر القديمة، تدق الأجراس على صوت الأذان، تعلن عن المحبة والسلام، بالقرب من مسجد عمرو بن العاص، ومعبد بن عزرا اليهودى، بنيت الكنيسة فى مطلع القرن الخامس الميلادى، على برجين من حصن «بابليون» بسقف معلق، وقيل إنه فى محيط تلك المنطقة اختبأت السيدة مريم العذراء بوليدها المسيح لدى وصولها إلى مصر هرباً من الملك «هيرودس». والبعض الآخر قال إنه فى أسفل السقف كانت «قلّاية» أحد الرهبان الزاهدين فى واحد من السراديب الصخرية المحفورة فى قلب الحصن.
تحولت الكنيسة المعلقة إلى مقر بابوى لبطاركة الكنيسة الأرثوذكسية، منذ القرن السابع الميلادى، وكان البطريرك خريستودولوس هو أول من اتخذها مقراً لبابا الإسكندرية، وبدأت عملية الترميم الأخيرة للكنيسة عام 1998 واستغرقت 16 عاماً وتكلفت 101 مليون جنيه، وهى أول عملية ترميم للكنيسة، فقد رممت عدة مرات خلال العصر الإسلامى، وانطلقت عملية الترميم الأخيرة نتيجة الأضرار التى لحقت بالكنيسة جراء زلزال 1992، وارتفاع منسوب المياه الجوفية بها، وعولجت عمارة الكنيسة دون إخفاء الملامح الأثرية لها. ورممت الرسوم الجدارية والأيقونات إلى جانب معالجة الآثار الناتجة عن زيادة منسوب المياه الجوفية، وكان من المقرر افتتاح الكنيسة فى عام 2010 على هامش الاحتفال بمئوية المتحف القبطى، ولكن تأجل الافتتاح.