«الإفتاء» توضح حقيقة خطبة عمر بن الخطاب عن خير أجناد الأرض

«الإفتاء» توضح حقيقة خطبة عمر بن الخطاب عن خير أجناد الأرض
- الافتاء
- دار الافتاء المصرية
- دار الافتاء
- خير اجناد الارض
- جند مصر
- الافتاء
- دار الافتاء المصرية
- دار الافتاء
- خير اجناد الارض
- جند مصر
تلقت دار الإفتاء المصرية، سؤالا عن مدى صحة حديث سيدنا عمر بن الخطاب في خطبته، أنّ جنود مصر خير أجناد الأرض، وأجابت الإفتاء على السؤال في فتوى حملت رقم 14602، قائلة: «الأحاديث المذكورة في هذا الشأن صحيحة، المعاني عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا مطعن على مضامينها بوجه من الوجوه، لأن الأمة تلقت روايتها بالقبول ولم تردها، ولأنها واردة في الفضائل والأخبار، والمحدثون على أنّ أحاديث الفضائل يكتفي فيها بأقل شروط القبول في الرواية، وتكون عندهم مقبولةً حسنة، لأنها لا يترتب عليها شيء من الأحكام».
خير أجناد الأرض
وأضافت الإفتاء أنّ الإمام النووي قال في «الأذكار» (1/ 8، ط. دار الفكر): «قال العلماءُ من المحدِّثين والفقهاء وغيرهم: يجوز ويُستحبُّ العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف»، اهـ، وقال الإمام ابن قدامة في (المغني) (2/ 98، ط. مكتبة القاهرة): «الفضائل لا يشترط لها صحة الخبر» اهـ بتصرف يسير.
وتابعت: «وردت هذه الأحاديث بأكثر ألفاظها في خطبة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهي خطبةٌ ثابتةٌ مقبولةٌ صحيحةٌ بشواهدها، رواها أهل مصر وقبلوها، ولم يتسلط عليها بالإنكار أو التضعيف أحدٌ يُنسَب إلى العلم في قديم الدهر أو حديثه، ولا عبرة بمن يردُّها أو يطعن فيها هوًى أو جهلًا».
نص خطبة عمر بن الخطاب
واستكملت الإفتاء تناولها لنص خطبة عمر بن الخطاب، أنّ نصها كما ذكره سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه في رواية الخطبة التي فيها وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأهل مصر خيرًا، عن سيدنا عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه، أنّه سمع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِنَّ اللهَ سَيَفْتَحُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مِصْرَ، فَاسْتَوْصُوا بِقِبْطِهَا خَيْرًا؛ فَإِنَّ لَكُمْ مِنْهُمْ صِهْرًا وَذِمَّةً»، وفي روايةٍ أخرى عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا فَتَحَ عَلَيْكُمْ مِصْرَ فَاتَّخِذُوا فِيهَا جُنْدًا كَثِيفًا؛ فَذَلِكَ الْجُنْدُ خَيْرُ أَجْنَادِ الْأَرْضِ»، فقال أبو بكر الصِّدِّيقُ رضي الله عنه: ولِمَ يا رسول الله؟ قال: «لِأَنَّهُمْ وَأَزْوَاجَهُمْ وأبناءَهم فِي رِبَاطٍ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ». انظر ابن عبد الحكم في «فتوح مصر والمغرب» (1/ 167)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (46/ 163)، كما عزاها المقريزي لابن يونس في «إمتاع الأسماع» (14/ 185)، وغيرهم.
وأوضحت دار الإفتاء المصرية، خلاصة القول، قائلة، إنّ حديث سيدنا عمر رضي الله عنه في خطبته أنّ جنود مصر خير أجناد الأرض حديثٌ صحيحُ المعنى مرفوعٌ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثابتٌ برواياتٍ كثيرةٍ يُقَوِّي بعضُها بعضًا، وقد تلقته علماء الأمة بالقبول على مَرِّ العصور.والله سبحانه وتعالى أعلم.