أسعار الذهب تستعد لرحلة الارتفاع من جديد بعد قفزة «التضخم»

كتب:  صالح إبراهيم

أسعار الذهب تستعد لرحلة الارتفاع من جديد بعد قفزة «التضخم»

أسعار الذهب تستعد لرحلة الارتفاع من جديد بعد قفزة «التضخم»

تشهد الأسواق العالمية ارتباكًا ملحوظًا مع تصاعد معدلات التضخم، وازدياد المخاوف من الركود التضخمي، في وقت سجل التضخم في مصر طفرة خلال سبتمبر الماضي، ليصل إلى أعلى مستوياته منذ 20 شهرا، ما يعني مزيد من تآكل النقود، وتراجع سعر الفائدة الحقيقي، وهو ما يثير العديد من التساؤلات بشأن موقف الذهب كوعاء ادخاري أو استثماري في الوقت الحالي.

ارتفاع معدل التضخم السنوي في سبتمبر مقارنة بأغسطس

وبحسب ما أعلنه جهاز الإحصاء، قفز معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية خلال سبتمبر الماضي، مقارنة بأغسطس، وارتفع معدل التضخم السنوي في سبتمبر إلى 8% مقابل 6.4% في أغسطس الماضي، وسط توقعات بمزيد من الارتفاعات خلال الفترة المقبلة على خلفية ما يحدث في الأسواق العالمية.

ويرتبط الإقبال على الذهب بشكل تقليدي بعدة عوامل رئيسية، أهمها معدلات التضخم وأسعار الفائدة، إذ يُقبل المستثمرون والمدخرون على المعدن الأصفر كوسيلة حماية ضد تراجع القدرة الشرائية للعملات المحلية، بينما يتم العزوف عنه في حال رفع أسعار الفائدة، وارتفاع العائد على أدوات الدين.

الذهب يفقد مركزه كملاذ آمن عالميا

وعلى مدار الأشهر الماضية فقد الذهب مركزه كملاذ آمن عالميا، بدافع من ارتفاع الدولار، وعائد السندات، ما أفقده نحو 15% من قيمته، ليهبط إلي مستويات 1750 دولار للأونصة، التي تعادل نحو 33 جراما، بعدما بلغت أسعاره مستويات قياسية تجاوزت حاجز 2000 دولار، وبعدما كان هناك من يتوقع أن يصل إلى حاجز 3000 دولار. غير أنّ الحديث عن استعادة بريق الذهب طرح نفسه بقوة في الأيام الأخيرة، نتيجة للارتفاعات الملحوظة في معدلات التضخم عالميا، والمخاوف من شبح الركود التضخمي، الذي يعني زيادة في الأسعار، مع تباطؤ النمو الاقتصادي.

ووفقا لوكالة بلومبرج، ينظر للذهب على مر التاريخ باعتباره الاستثمار الأفضل عند ارتفاع معدلات التضخم، وذكرت الوكالة أنّ المستثمرين يراهنون على أنّ البنوك المركزية ستبدأ قريبا خفض التحفيز وزيادة تكاليف الاقتراض، ونقلت على لسان عدد من مديري صناديق الاستثمار، أنّ الذهب لا يعتبر تحوطا مناسبا ضد التضخم في الأجل القريب، لكنه قد يكون أفضل على المدى البعيد.

ومن غير الواضح موقف البنوك المركزية، وعلى رأسها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تجاه أسعار الفائدة، إذ إنّ أغلب تصريحات جيروم باول محافظ بنك الاحتياطي، تشير إلى أنّ إقدام البنك على رفع سعر الفائدة لن يكون قبل العام 2023، ما يعزز فرص الإقبال على الذهب خلال الفترة المقبلة.

وبحسب ما قاله هاني توفيق الرئيس السابق للجمعية المصرية للاستثمار المباشر، فإنّ التوقعات تشير إلى عودة ارتفاعات الذهب في القريب، وأضاف لـ«الوطن» أنّ الذهب عادة ما يكون ملاذ آمن في أوقات عدم اليقين، مثلما حدث في بداية أزمة كورونا، وأثناء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكيست»، كما أنّه يعتبر مخزنا للقيمة ضد التضخم.

وأكد توفيق أنّ الأسواق العالمية ستشهد تضخما حادا في الفترة المقبلة، ما يعجل بقرار البنوك المركزية رفع سعر الفائدة، وفي هذه الحالة ستحدث «هجرة ارتدادية» نحو أدوات الدين، لكن «توفيق» يعتقد أيضا أنّه حتى مع ارتفاع الفائدة، فإنّ الذهب سيشهد إقبالا من جانب المستثمرين، نتيجة المعدلات الكبيرة المرتقبة للتضخم، والتي ستُخفض نسبة الفائدة الحقيقية.


مواضيع متعلقة