الربط الكهربائي بين مصر والسعودية: دعم تدفق الطاقة في اتجاهات متعددة بين 3 محطات

الربط الكهربائي بين مصر والسعودية: دعم تدفق الطاقة في اتجاهات متعددة بين 3 محطات
وقع تحالف أوراسكوم للإنشاءات مع شركة «هيتاشي إي بي بي»، اليوم الثلاثاء، عقدًا يتعدى قيمته مئات الملايين من الدولارات الأمريكية من الشركة السعودية للكهرباء والشركة المصرية لنقل الكهرباء، ويمثل هذا العقد أول خط ربط واسع النطاق للتيار المستمر عالي الجهد «HVDC» على الإطلاق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويمكن هذا المشروع المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية من تبادل ما يصل إلى 3000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، التي من المتوقع أن تولد الكثير منها من مصادر الطاقة المتجددة في المستقبل، وسيدعم الربط تدفق الطاقة في اتجاهات متعددة بين ثلاث محطات، وستضاعف القدرة على تبادل الطاقة الكهربائية لكلا البلدين.
ربط التيار الكهربائي بين المملكة العربية السعودية ومصر
وستقوم الشركة العالمية الرائدة في مجال التكنولوجيا بربط التيار المستمر عالي الجهد للبلدين من خلال توفير تقنيات متطورة تشتمل على ثلاثة مراكز تحويل تيار مستمر عالي الجهد في كل من المدينة المنورة وتبوك في المملكة العربية السعودية وبدر في مصر، كما ستقدم الشركة أيضًا دراسات وعمليات تصميم وهندسة وتصنيع واستشارات فنية وتشغيل للنظام، وذلك بالتعاون مع اثنين من الشركاء في الكونسورتيوم والشركة السعودية لخدمات الأعمال الكهربائية والميكانيكية في المملكة العربية السعودية وشركة «أوراسكوم» للإنشاءات في مصر.
وسيتيح رابط التيار المستمر عالي الجهد «HVDC» لمصر إمكانية الوصول إلى شبكات الطاقة المترابطة الرئيسية في منطقة الخليج العربي، كما سيتيح للملكة العربية السعودية الوصول لشبكات كهرباء شمال أفريقيا، مع تعزيز قدرة تحمل الشبكة وأمن إمدادات الطاقة.
زيادة إمدادات الكهرباء المولدة من المصادر المتجددة إلى 42% بحلول 2035
يُشار أن لكل من البلدين أهداف طموحة فيما يتعلق بحيادية الكربون، إذ تعمل المملكة العربية السعودية على زيادة حصة الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة إلى ما يقرب من 50٪ بحلول عام 2030، فيما تعتزم جمهورية مصر العربية زيادة إمدادات الكهرباء المولدة من المصادر المتجددة إلى 42% بحلول عام 2035، ويسهم هذا الربط بشكل مباشر بتحقيق تلك الأهداف، كما أن قيمة الاستثمار الكبيرة تعني تأمين فرص عمل ونقل للمعرفة للسكان في كل من المملكة العربية السعودية ومصر.
وزير الطاقة السعودي: هذا المشروع تتويج لتوجيهات قيادتي البلدين الشقيقين
وقال عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي، بهذه المناسبة، إن الوصول إلى هذه المرحلة المهمة من هذا المشروع، هو تتويج لتوجيهات قيادتي البلدين الشقيقين، ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وأخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي تنص على تعزيز الروابط الأخوية المتينة التي تجمعهما، وترسيخ العلاقات العريقة والمتميزة بينهما، وتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين، وتنفيذًا لمذكرة التفاهم في مجال الربط الكهربائيبين البلدين التي وقعت بحضور خادم الحرمين الشريفين، وفخامة الرئيس، ضمن حزمة من الاتفاقيات الاقتصادية والتنموية والسياسية بين البلدين.
وبين وزير الطاقة أن خطط الربط الكهربائي في المملكة عمومًا، تنسجم مع برامجها التنفيذية المنبثقة من رؤية المملكة 2030، التي تحظى برعاية واهتمام محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، والتي تهدف إلى استثمار الموقع الاستراتيجي للمملكة، وامتلاكها لأكبر شبكة كهربائية في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، بأن تكون مركزًا إقليميًا لتبادل الطاقة الكهربائية من خلال مشاريع الربط الكهربائي بين الدول يسهم في تعزيز السوق الإقليمية لتجارة الكهرباء، ويدعم مشاركة البلدين فيها.
وأكد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، الدكتور محمد شاكر المرقبي، أن المشروع يأتي تتتويجًا لعمق العلاقات المصرية و السعودية عبر التاريخ، ويؤكد على توجيهات قيادتي البلدين، وريادة البلدين في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية لبلدان الوطن العربي أجمع، باعتبار الربط بينهما سيكون نواة لربط عربي مشترك، بالإضافة إلى أنه يأتي مكملاً وداعمًا لرؤيتي كلا البلدين 2030.
وأضاف أن هذا المشروع يمثل ارتباطًا قويًا بين أكبر شبكتين كهربائتين في المنطقة، وسينعكس على استقرار وزيادة اعتمادية التغذية الكهربائية بين البلدين، بالإضافة إلى حجم المردود الاقتصادي والتنموي لتبادل كمية تصل إلى 3000 ميجاوات من الكهرباء.
وأوضح الدكتور محمد شاكر المرقبي، إنه في ضوء الخطط الطموحة للبلدين للتوسع في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، فإن هذا الربط تمثل صمام أمان للشبكتين الكهربائيتين لمواجهة طبيعة عدم استقرار الطاقات المتجددة بشكل عام، ويوفر استثمارات هائلة لمعالجة أي آثار تنتج عن ذلك.
وصرح كلاوديو فاكين الرئيس التنفيذي لشركة «هيتاشي إيه بي بي باور جريدز»: يعد التحول في مجال الطاقة النظيفة أحد أكثر التحديات إلحاحًا وأهمية في عصرنا ويجب أن نتعاون لتسريع الوصول إلى مستقبل محايد للكربون.
وتابع قائلاً: «نحن فخورون بإتاحة الفرصة لنا للعمل مع عملائنا وشركائنا الكرام في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، حيث إننا في هيتاشي إي بي بي باور جريدز، نقوم بتمكين الربط بين القارات لإتاحة تبادل الطاقة المتجددة عبر الحدود والمناطق الزمنية بشكل موثوق وعلى نطاق واسع».
يذكر أنه يمكن لنظام الربط هذا على المدى الطويل أن يصبح جزءًا من نظام طاقة مترابط على نطاق أوسع مع أوروبا ومنطقة شرق البحر المتوسط، مما سيسمح بتبادل الطاقة الشمسية من الجنوب والشرق مع طاقة الرياح والطاقة المائية من الشمال.
أبرز المعلومات حول الربط البيني للتيار المستمر عالي الجهد «HVDC» بين السعودية ومصر
- ينقل نظام الربط للتيار المستمر عالي الجهد «HVDC» ما يصل إلى 3000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية عند جهد يساوي 500 كيلو فولط عبر 1350 كيلومتر باستخدام خطوط كهربائية معلقة وكابل بحري يعبر تحت البحر الأحمر.
- سيسمح للطاقة بالتدفق في اتجاهات متعددة بين المحطات الثلاثة، فمثلاً ستنتقل الطاقة من تبوك إلى بدر ومن تبوك إلى المدينة المنورة في الوقت نفسه، وبفضل تقنية MACH™ المتطورة يتميز النظام بإمكانية التحكم بتدفق الطاقة وعكسه بين المحطات دون إحداث انقطاع لتدفق الطاقة المستمر مما يعطي أكبر قدر ممكن من المرونة ويرفع من قدرة تحمل الشبكة ويضمن حماية الإمداد لكل من البلدين.
- تقنية تمكين رئيسية للتحول نحو الطاقة المستدامة، وتعمل شركة «هيتاشي إيه بي بي باور جريدز» باستمرار على إضافة سعات جديدة لتلبية الطلب المتزايد على حلول التيار المستمر عالي الجهد «HVDC» حول العالم.
على سبيل المثال، شاركت الشركة في أعمال الربط في بحر الشمال والذي وُضِع قيد التشغيل التجاري في وقت سابق من هذا الشهر، إذ يُعتبر هذا الرابط أطول كابل كهرباء تحت البحر في العالم بطول يبلغ 720 كيلومتر يربط أسواق الطاقة في النرويج وبريطانيا متيحاً تبادل الطاقة المتجددة بين الدول.
ويشار إلى أن «هيتاشي إيه بي بي باور جريدز» هي الشركة المبتكرة لتقنية التيار المستمر عالي الجهد «HVDC»، منذ ما يقارب الـ70 عامًا، ونفذت أكثر من نصف مشاريع هذه التقنية حول العالم.
نبذة عن «هيتاشي إيه بي بي باور جريدز»
«هيتاشي ايه بي بي باور جريدز» هي شركة عالمية رائدة في مجال التكنولوجيا، يمتد إرثها المشترك لأكثر من 250 عامًا، ويعمل بها قرابة الـ36،000 شخص في 90 دولة حول العالم.
يقع مقر الشركة الرئيسي بسويسرا وتخدم حلولها الذكية قطاعات الكهرباء والصناعة والبنية التحتية عبر سلاسل الإمداد والميادين الناشئة، مثل وسائل التنقل المستدام والمدن الذكية وتخزين الطاقة فضلاً عن مراكز المعلومات والبيانات.
وبسجل حافل من الإنجازات ذات الصدى العالمي، دائمًا ما توازن «هيتاشي ايه بي بي باور جريدز» بين قيمها الاجتماعية والبيئية والاقتصادية، هذا وتلتزم الشركة بترسيخ مبدأ «نحو طاقة حسنة ومستدامة» اعتمادًا على التقنيات الرقمية الرائدة لبناء شبكات أكثر قوة وذكاءًا وصداقة للبيئة.