دعاء لأهل عمان بالنجاة من إعصار شاهين.. أحاديث للرسول عند رؤية الريح

كتب: أحمد البهنساوى

دعاء لأهل عمان بالنجاة من إعصار شاهين.. أحاديث للرسول عند رؤية الريح

دعاء لأهل عمان بالنجاة من إعصار شاهين.. أحاديث للرسول عند رؤية الريح

على الرغم من الأنباء الواردة بخصوص انحسار إعصار شاهين، الذي شهدته سلطنة عمان على مدار يومين سابقين، إلا أن الموضوع لا يزال يحتفظ بمكان متصدر في محركات البحث، وفي هذا التقرير نسلط الضوء على حديث لرسول الله صلّ الله عليه وسلم، يتضمن دعاءً عندما رأى الريح، فضلا عن مشروعية القنوت في النوازل، بحسب ما جاء على موقع دار الإفتاء.

وقد شهدت سلطنة عمان، ظاهرة مناخية، تتمثل في حالة مدارية ضربت سواحل البلاد وتحولت إلى إعصار مداري من الدرجة الأولى، عُرف باسم إعصار شاهين.

دعاء لأهل عمان

وبعيدا عن تفاصيل إعصار شاهين الذي ضرب سلطنة عمان، وقبل التطرق لموضوع دعاء لأهل عمان، فقد ذكرت دار الإفتاء المصرية أن القنوت في صلاة الفجر، إنما يكون في النوازل التي تقع بالمسلمين، فإذا لم تكن هناك نازلة تستدعي القنوت فإنه لا يكون حينئذٍ مشروعًا، وهذا مذهب الحنفية والحنابلة، فإذا أَلَمَّت بالمسلمين نازلة فلا خلاف في مشروعية القنوت في الفجر، وإنما الخلاف في غير الفجر من الصلوات المكتوبة؛ فمِن العلماء مَن رأى الاقتصار في القنوت على صلاة الفجر، كالمالكية، ومنهم مَن عَدَّى ذلك إلى بقية الصلوات الجهرية، وهم الحنفية.

إعصار شاهين

وقبل التطرق لموضوع دعاء لأهل عمان بسبب إعصار شاهين، فقد أوضحت دار الإفتاء أن الصحيح عند الشافعية هو تعميم القنوت حينئذٍ في جميع الصلوات المكتوبة، ومثَّلوا النازلة بوباءٍ أو قحطٍ أو مطرٍ يَضُرُّ بالعمران أو الزرع أو خوف عدوٍّ أو أَسْرِ عالِمٍ، فالحاصل أن العلماء إنما اختلفوا في مشروعية القنوت في صلاة الفجر في غير النوازل، أما في النوازل فقد اتفق العلماء على مشروعية القنوت واستحبابه في صلاة الفجر، واختلفوا في غيرها من الصلوات المكتوبة.

وعليه، فإن الاعتراض على قنوت صلاة الفجر بحجة أنه غيرُ صحيحٍ اعتراض غير صحيح، بالنظر إلى ما تعيشه الأمة الإسلامية من النوازل والنكبات والأوبئة وتداعي الأمم عليها من كل جانب، وما يستوجب ذلك من كثرة الدعاء والتضرع إلى الله تعالى عسى الله أن يرفع أيديَ الأمم عنا ويَرُدَّ علينا أرضنا وأن يُقِرَّ عين نبيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بنصر أمته ورد مقدساتها، إنه قريب مجيب.

دعاء النبي عند رؤية الريح

وبخصوص الدعاء لأهل عمان بسبب إعصار شاهين، فقد ورد أن النَّبيُّ صلَّ اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، كان إذا رأَى الرِّيحَ، قالَ اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ مِن خَيرِها وخَيرِ ما فيها وخَيرِ ما أُرْسِلَت بِهِ وأعوذُ بِكَ مِن شرِّها وشرِّ ما فيها وشرِّ ما أُرْسِلَت بِهِ، روته السيدة عائشة أم المؤمنين.

وبعد استعراض الدعاء المستحب الذي يمكن ترديده لأهل عمان بسبب إعصار شاهين، حسبما ورد في حديث رسول الله صلّ الله عليه وسلم، ففي شرح الحديث تقولُ عائشَةُ رَضِي اللهُ عَنها: كان النَّبيُّ صلَّ اللهُ علَيه وسلَّم إذا رأَى الرِّيحَ، أي: ظهَرَت بآثارِها، قال صلَّ اللهُ علَيه وسلَّم: «اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُك مِن خيْرِها وخيْرِ ما فيها»، أي: مَنافِعِها؛ فللرِّيحِ مَنافِعُ عديدةٌ، «وخيرِ ما أُرسِلَتْ به»، أي: ما أُرسِلَتْ به في هذا الوقْتِ، فكأنَّه تأكِيدٌ لأوَّلِ الدُّعاءِ، «وأعوذُ بك مِن شرِّها وشَرِّ ما فيها»، أي: ما قد تتسبَّبُ فيه مِن شَرٍّ، «وشَرِّ ما أُرسِلَتْ به»، أي: ما أُرسِلتْ به في هذا الوقْتِ، فكأنَّه تأكِيدٌ لأوَّلِ الدُّعاءِ؛ فقد كانتْ مِن أسبابِ هلاكِ بعضِ مَن سبَق مِن الأمَمِ؛ كقوْلِه تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الأحقاف: 24]، وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم واثِقًا مِن عهْدِ اللهِ له بألَّا يُهلِكَ أمَّتَه وهو فيهم؛ كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال: 33]، ولكنَّه لا يُؤْمَنُ مكْرُ اللهِ؛ لأنَّه {لَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99]؛ وذلك لكثْرةِ المكذِّبين والضَّالِّين المستحِقِّين للنِّقمَةِ ممَّن لم يُؤمِنوا بعدُ.


مواضيع متعلقة