ماذا لو لم تقم حرب أكتوبر؟
- أبو زيد
- أحمد رزق
- تارا عماد
- تبادل الصور
- عمرو عرفة
- محمد إمام
- أبو زيد
- أحمد رزق
- تارا عماد
- تبادل الصور
- عمرو عرفة
- محمد إمام
بعد نحو خمسة عقود من حرب الكرامة والشرف، ونحن فى زهو الفرحة التى لا تنتهى والفخر الذى لا يتوقف والاطمئنان النفسى الذى لا يذوب بوجود درع وسيف لهذا البلد العظيم.
فى هذه اللحظة أفضل أن أمنح نفسى وقتاً أطول متأملاً، وأنا فى ذهول من كيف لهذه الحرب أن تستمر عالقة فى أذهان أجيال لم تعرفها ولم تعاصرها ولم تتأثر بمحيطها كل هذا الوقت وبهذه الكيفية. لكنى لم أستسلم لهذه القوة النفسية الممتدة والإحساس بالوطنية الغائر فى النفس المصرية، وأشعر أن هناك سؤالاً يثور بداخلى يقول لو لم تقم الحرب، ولو لم ننتصر، كيف كان سيكون حالنا وإحساسنا ووضعنا وشرفنا وكرامتنا؟
سبقنى الصديق محمد على خير فى طرح هذا السؤال على اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجى، فكانت الإجابة وافية وشافية.
كان الخجل والانكسار والشعور بالعار، والإحساس بالمذلة سيظل جاثماً على نفوس المصريين، منعكساً على طأطأة الرؤوس وكسرة النفس. كانت ستظل سيناء جزءاً من الأراضى العربية المحتلة كالجولان والضفة الغربية، وسيظل أهلنا فى سيناء رازحين تحت حكم الاحتلال، وسينهب المحتل الخير والثروة وسيمعن فى ترسيخ الأمر الواقع، وسيعمل على إضعاف مصر بكل ما لديه من قوة.
كانت القناة ستظل مغلقة حتى الآن، وستكون خسائر مصر الكبيرة من إغلاقها لا تقارن أبداً بالخسائر العالمية، ووقتها كان العدو سيتعاون مع العالم لشق قناة عسقلان، ولن يكتفى بخط أنابيب أو سكة حديد لربط خليج العقبة بالبحر المتوسط.
كان إيراد القناة الداعم للموازنة العامة، والمصدر الثانى للعملة الأجنبية سيتوقف، ما يعنى خدمات أقل ستقدم للمواطن، وارتفاعاً كبيراً فى الأسعار وسيكون العبء على المواطن البسيط كارثياً. كان أبناء مدن القناة سيظلون مهجرين جيلاً بعد جيل، وستنتزع الأجيال من جذورها وموروثها الثقافى، وستسكن فى قلوبهم الغربة داخل أوطانهم.
الأهم من كل هذا أن اقتصاد البلاد كان سيظل اقتصاد حرب، موجهاً للمحافظة على الوضع الحالى قدر الإمكان، ولتمكين الجنود من الصمود على الضفة الغربية، وسيمتد الخوف جراء الانكسار لتخيل سقوط الضفة الغربية هى الأخرى فى يد إسرائيل.
شكراً لكل من ساهم فى هذا النصر العظيم، شكراً لكل روح استشهدت فى سبيل عودة الحق، شكراً لكل مصاب دفع الألم حباً فى تراب وطنه، شكراً لكل من عاد منتصراً رافعاً رأسه عالياً، ومعه رؤوسنا ورؤوس أبنائنا وأحفادنا وأحفاد أحفادنا.