بريد الوطن.. بين الكبت والصمت وإماتة المشاعر

بريد الوطن.. بين الكبت والصمت وإماتة المشاعر
يتعرض الإنسان فى بعض الأحيان لمواقف يعجز فيها عن الرد الفورى، فيلجأ إما للسكوت أو الكبت، ولكن كيف يمكن التفرقة بينهما؟
هناك فهم مغلوط شائع يخلط بين الكبت والصمت، فكلمة «كبت» تعنى دفن المشاعر وإنكار وجودها، وهى دلالة على احتقار الإنسان لمشاعره وصولاً لمرحلة تسمى إماتة المشاعر، ويحدث الكبت نتيجة للشعور بعدم إيجاد حل للأمر، أو الإحساس بالضعف وفقدان الطاقة والتى قد يرجع سببها الرئيسى للإصابة بأحد الأمراض العضوية كفقر الدم أو نقص بعض الفيتامينات الضرورية وبالأخص «B12» وفيتامين «D». ويلجأ للكبت كوسيلة للهروب من التوتر عن طريق نكران مشاعره، وعواقب ذلك الأمر قد تظهر فى عدة صور مختلفة من الاضطراب النفسى كالإصابة بالاكتئاب أو الوسواس القهرى، وقد أظهرت الدراسات أيضاً أن الكبت يعد أحد الأسباب الشائعة للوفاة المبكرة كنتيجة للإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.
أما كلمة «صمت» فتعنى إما التسليم والرضا أو تأجيل الاستجابة، وقد يكون الصمت الإيجابى أحد أنواع الحكمة، ويستخدمه الفرد للوصول إلى القرارات السليمة بعيداً عن أوقات الضغط التى يكون فيها الجهاز العصبى مهيَّأ لسهولة الاستثارة أو إطلاق الغضب والعدوانية بشكل فورى وسريع.
أخيراً تذكر أن الصمت قد يكون له العديد من الفوائد، أما الكبت فعواقبه أشد خطورة منه، فهو بإمكانه أن يودى بحياة الإنسان سريعاً.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com