اقتحام شارون للمسجد الأقصى.. لحظة أشعلت فتيل الانتفاضة «فيديو»

اقتحام شارون للمسجد الأقصى.. لحظة أشعلت فتيل الانتفاضة «فيديو»
اشتعل فتيل انتفاضة الأقصى في مثل هذا اليوم، 28 من سبتمبر عام 2000 لم يبدأ بسبب صاعقة من سماء صافية وليدة اللحظة، بل جاء بعد تراكمات عدة من قمع واحتلال واغتصاب للأراضي والعبث بمقدرات الشعب الفلسطيني، لا سيما بعد اقتحام أرئيل شارون للمسجد الأقصى المبارك.
شارون رفض بشدة مباحثات كامب ديفيد بين عرفات وباراك
وجاء اقتحام شارون للمسجد الأقصى بعد شهرين على محادثات باراك – عرفات في «كامب ديفيد» برعاية الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون التي عارضها شارون بشدة، وفي أوج بداية تفكك حكومة باراك على خلفية مسائل داخلية.
وباستثناء أوساط أرئيل شارون التي حملت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مسؤولية اندلاع الانتفاضة بداعي أنه حضر لها بعد فشل مفاوضات في «كامب ديفيد»، ساد شبه إجماع في إسرائيل أيضا على أن اقتحام شارون للمسجد الأقصى بحجة زيارة «جبل الهيكل» هي التي أعطت الشارة لاندلاع الانتفاضة الثانية.
واندرج ذلك الاقتحام ضمن مساعيه للبقاء زعيما لحزب «الليكود» في ظل أنباء عن عودة سلفه في هذا المنصب رئيس الحكومة السابق بنيامين نتانياهو إلى الحلبة السياسية، وسط استطلاعات تؤكد أن الأخير سيهزم شارون في المنافسة على زعامة الحزب، كذلك في منافسة إيهود باراك في الانتخابات العامة، لكن حتى شارون نفسه لم يتوقع أن تؤدي التطورات السريعة وأخطاء باراك ونتانياهو في قراءة الوضع إلى بلوغه كرسي رئاسة الحكومة الإسرائيلية خلال فترة قصيرة.
مرت 21 عاما والسيناريو يتكرر يوما بعد يوم، والمشاهد تعيد نفسها واحدا تلو الآخر، فاقتحام الأقصى مستمر، والاحتلال يحاول تقسيمه زمانيا ومكانيا والاعتقال الإداري للفلسطينيين وصل إلى 90 ألفا منذ اندلاع الانتفاضة، وأصبح هناك مئات الآلاف من الأطفال ينتظرهم مصير الطفل محمد الدرة والرضيعة إيمان حجو.
وتخللت انتفاضة الأقصى اغتيالات لرموز المقاومة الفلسطينية، ولعل من أبرزهم الرئيس الشهيد ياسر عرفات وأبو علي مصطفى، واعتقلت قادة آخرين مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات.
كما شهدت الانتفاضة استشهاد نحو 4500 فلسطيني و48 ألف جريح، أما الخسائر في جيش الاحتلال الإسرائيلي وصلت إلى 330 قتيل ومن المستوطنين 730 قتيلا و4500 جريح، وتدمير أكثر من 50 دبابة ومدرعة إسرائيلية.