نادي الصيد وأخلاقيات الانتخابات
عشت فى نادى الصيد الكثير من عمرى، وتعلمت فى نادى الصيد أنه ليس قلعة من قلاع الرياضة بقدر ما هو قلعة الأخلاق والرقى، وكذلك أعضاؤه الذين تشعر رغم تجاوز عددهم عشرات الآلاف أنهم أسرة واحدة، ولكن يبدو أن حالة الانفلات الأخلاقى التى شهدها المجتمع المصرى فى السنوات العشر الأخيرة (على وجه الخصوص) بثت سمومها وطالت غيومها سماء نادى الصيد الصافية.
ما لفت نظرى واستوقفنى ونحن على مشارف انتخاب مجلس إدارة جديد للنادى هذه القلة التى لا تعكس ولا تعبر عن طبيعة نادى الصيد وأعضائه والذين تميزوا عن أندية أخرى كثيرة بالحفاظ على تقاليد وأعراف النادى العريق التى تتأسس على حرص الجميع على مصلحة النادى وتقديمها على ما هو سواها.
التوقعات تشير إلى أن الانتخابات المقبلة بالنادى ستكون ساخنة جداً، ليس مهماً من ينجح ولكن الأهم هو أن ينجح النادى وأعضاؤه فى أن يقدموا نموذجاً انتخابياً يعكس عراقة هذا النادى العظيم، نجاحنا الحقيقى أن نرسى قواعد الديمقراطية، وأن نؤكد فكرة المنافسة الأخلاقية، فلا نطعن فى أحد ولا نجرح أحداً.. وإنما نهتم بالقواعد الأخلاقية للمنافسة الشريفة.. فنجاحنا أن نقدم طبعة صيداوية للانتخابات الديمقراطية، لا تلاسن فيها ولا تجريح.
وأطرح فكرة أخلاقيات الانتخابات مبكراً قبل أن ندخل فى دوامة قد تعصف بالأخلاق والقيم التى يتميز بها نادينا وأعضاؤه.
وبشكل مجمل يمكن القول إن المنافسة نوعان: منافسة مشروعة، شريفة.. أو أى وصف أخلاقى آخر، وأخرى غير مشروعة. ويرى أنصار النوع الأول من المنافسة أن الوصول إلى الغايات المشروعة يجب ألا يكون إلا بوسائل نبيلة، فى حين يرى أنصار المذهب الآخر أن المهم هو الربح لا أكثر، بغض النظر عن الوسائل التى يمكن أن ننتهجها من أجل هذه الغاية.
ليس هذا فحسب، بل إن أنصار هذه المنافسة غير الشريفة يذهبون إلى أن كل الأشخاص والأشياء (الأعضاء، الموارد، العاملين) مجرد أدوات، لتحقيق غاياتهم المختلفة.
والحقيقة أن هذا النموذج غير الشريف تجسَّد أمامى فيما أراه من محاولات دنيئة لاستبعاد عمرو مصطفى السعيد القائم بأعمال رئيس النادى السابق من الترشح وكذلك محاولات التشويه والإساءة لشخصه.
وهذا النموذج ما لا يقبله جميع أعضاء نادى الصيد أياً كان توجههم.
ما أتمناه أن يستدعى أعضاء نادى الصيد قيمهم وتاريخهم المشرف فى لفظ كل ما هو ردىء وشاذ عن مبادئ نادينا العظيم.