فلتحذر القاهرة والرياض وأبوظبى قبل انفجار «الزائدة الدودية»

نشأت الديهى

نشأت الديهى

كاتب صحفي

عن قطر أتحدث.. هى فعلاً زائدة دودية فى جسد أمة كبيرة تمتد من المحيط إلى الخليج، الزائدة ملتهبة أو منتفخة إلى حد لا يصلح معه علاج؛ فالزائدة مسممة من الداخل بكل أنواع السموم، فإذا تُركت سوف تنفجر وساعتها سوف تتسبب فى تسميم الجسد بأكمله فى وقت يعانى فيه الجسد حالة من الهزال العام والضعف الشديد؛ لذلك فقد يكون من الضرورى سرعة التدخل جراحياً لاستئصال تلك الزائدة الدودية من جسد الأمة العربية المنهك، بيد أن قطر التى لم تكن شيئاً مذكوراً تحاول أن تبحث عن دور وسط الكبار، على المستويين الإقليمى والدولى، وكان بإمكانها -لو أرادت- أن تكون رصيداً للأمة العربية والإسلامية والمجتمع الإنسانى، لكنها اختارت -بإرادتها- أن تسير عكس الاتجاه وتسبح ضد التيار لتتوج نفسها خنجراً مسموماً فى ظهر الأمة، واتساقاً مع الموضوعية وبعيداً عن قواعد الهوى أسأل: هل ما زال هناك شكوك لدى البعض تجاه الدور القطرى المسموم تجاه الأمة العربية؟ وللمتشككين أقول: إن العلاقات الاستراتيجية بين قطر من ناحية والولايات المتحدة وإسرائيل من ناحية أخرى بأبعادها الاستخباراتية والمعلوماتية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والإعلامية ليست خافية على أحد ولا تحتاج إلى إثبات؛ فمحاولة إثبات ما هو مثبت يمثل حالة من السخف الشديد، كما أقول لهم: كيف تستقيم تلك العلاقات المحرمة بين قطر وإسرائيل مع كون قطر تنصب نفسها راعية وداعمة لجماعات الإسلام السياسى على اختلاف راياتها وتوجهاتها؟ وأضيف لهؤلاء المتشككين فى طبيعة وحدود الدور القطرى التخريبى: إن الأراضى القطرية التى يقيم فيها قادة التنظيمات الإرهابية يقيم أيضاً فيها زعماء الصهيونية العالمية من خلال مراكز البحوث المشبوهة والممولة من الموساد الإسرائيلى، وأتساءل: لماذا يوجد على الأراضى القطرية مكتب للتمثيل السياسى لحركة طالبان الأفغانية المتشددة؟ هل يمكن أن نجد تفسيراً لهذه التناقضات والمتناقضات التى تجعل إعمال العقل شيئاً من الجنون؟! هنا لا أتعجب ولن أندهش من خبايا الدور القطرى المشبوه، لكننى أجدنى فى حالة ذهول من موقف بعض الذين لا يريدون معرفة الحقيقة وقراءة سطورها أو حتى رؤيتها على الهواء مباشرة، إن قطر تؤوى مجموعة من الإرهابيين المصريين المطلوبين أمام القضاء المصرى وتفتح لهم قنواتها التى يسيطر عليها الصهاينة للتطاول والنيل من مصر وجيشها وشعبها فى سابقة لم تحدث فى حالات الحروب الصريحة بين الدول، ولم تكتفِ قطر بذلك، بل رصدت مليارات الدولارات لإطلاق حزمة من الوسائل والوسائط الإعلامية المختلفة لتكون أدوات فى أيدى هؤلاء الإرهابيين على مدار الساعة، كما تقوم قطر بتمويل بعض الكيانات التى يطلق عليها منظمات المجتمع المدنى لا لشىء إلا للهجوم والتفرغ لمهاجمة مصر على طول الخط، بيد أن الدور القطرى لا يحتاج، كما قلت، إلى إثبات؛ فمجلس التعاون الخليجى أنذر قطر وأعطاها مهلة انتهت منذ أيام للتوبة والعمل الصالح لكنها أبت وتكبرت واختارت طريق العناد، وها هى ألمانيا توجه اتهاماً مباشراً لدولة قطر على أنها تمول وترعى تنظيم داعش وذلك قبل التراجع الألمانى مخافة سحب الاستثمارات القطرية من برلين، ومصر ما زالت تتعرض لهجمات متتالية من تلك الزائدة الدودية المسماة دولة قطر، فماذا نحن فاعلون؟ بيد أن الفعل الأولى بالاهتمام هو استئصال تلك الزائدة المسمومة من جسد الأمة حتى يتعافى الجسد مرة أخرى.