البابا يتحدث عن «التقويم القبطي والشهداء وكورونا» في تدشين كنيسة جديدة

كتب: مصطفى رحومة

البابا يتحدث عن «التقويم القبطي والشهداء وكورونا» في تدشين كنيسة جديدة

البابا يتحدث عن «التقويم القبطي والشهداء وكورونا» في تدشين كنيسة جديدة

ألقى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، كلمة خلال القداس الإلهي بكنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا تكلا هيمانوت بمدينة العبور عقب تدشينها، صباح اليوم الاثنين، بمشاركة 6 من مطارنة وأساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

عيد النيروز

وحرص البابا على تهئنة الأقباط بمناسبة عيد النيروز، قائلاً: «كل سنة وأنتم طيبون بمناسبة عيد النيروز، وهو عيد نحن ننفرد به عبر كل كنائس العالم، نحتفل به امتدادًا من الحضارة الفرعونية القديمة، كانت الحضارة الفرعونية حضارة غنية وكان لها تقويم خاص بها، وعندما أتت المسيحية في القرن الأول الميلادي على يد القديس مارمرقس الرسول واستشهد في مدينة الإسكندرية، ونالت الإسكندرية الإيمان بالمسيح وصارت أول كنيسة في قارة أفريقيا تنال هذا الإيمان».

واستكمل البابا: «عاش المسيحيون في مصر عصور كثيرة وكان من أشدها عام 284م وهو العام الذي اعتلى فيه الملك دقلديانوس عرش الإمبراطورية الرومانية، وكان طاغية ومضطهدًا شديدًا للمسيحين، على يديه استشهد المئات ويقال في زمنه استشهد حوالي 800 ألف مسيحي في مصر وخارج مصر، ولأن تاريخه كان حاسمًا في مسيرة المسيحية على أرض مصر اختار الأقباط السنة التي أعتلى فيها العرش 284م وجعلوها بداية السنة القبطية الجديدة».

تقويم الشهداء

وأضاف البابا: «يعرف هذا التقويم بتقويم الشهداء أو التقويم القبطي، صارت السنة القبطية واسماء شهورها مأخوذه من أسماء التقويم المصري القديم (توت - بابه - هاتور...إلخ)، وتمتاز السنة القبطية بأنها سنة حسابية، فالسنة الميلادية والهجرية سنة فلكية ولكن السنة القبطية سنة حسابية وعدد الأيام الموجودة بكل شهر من شهورها 30  يومًا، وأضيف شهر صغير سمي بأيام النسئ ويكون 5 أو 6 أيام، وعاش التقويم حتى اليوم وهذا يفسر لنا لماذا يكون مواعيد الاحتفالات لدينا مختلفة عن الغرب، لأننا نسير على هذا التقويم وأعيادنا مضبوطة على هذا التقويم القبطي، نحتفل بعيد النيروز في بداية السنة القبطية ويستمر احتفالنا بالطقس الفريحي حتى 17 توت (عيد الصليب) الذي نحتفل به لمدة 3 أيام، وتمضي مسيرة السنة الكنسية بكل أعيادها ومناسبتها وتذكارتها».

كما تحدث البابا عن الشهداء، قائلًا: «ونحن نحتفل بعيد الشهداء قد نظن أنه عيدًا قديمًا، ولكن الله أنعم في الأزمنه المعاصرة أن نسمع عن وجود شهداء وأن نراهم ونعرفهم، فصار هناك شهداء معاصرين ولذلك اختارت الكنيسة أن تعيد مرة أخرى للشهداء الجدد واختارت يوم (15 فبراير) من كل عام وهو تذكار دخول السيد المسيح إلى الهيكل، واختارت هذا اليوم لأنه تذكار شهداء ليبيا، واختارنا هذا اليوم ليمثل كل الشهداء ونحتفل به ويكون يوم فرح».

أنواع الشهادة في المسيحية

وأشار البابا إلى أنَّ هناك نوعيات من الشهداء، حيث قال: «النوعية الأولى: الشهداء الذين سفكوا دماءهم، هؤلاء الشهداء قدموا الحياة كلها مثل القديس مارمينا والقديسة دميانة والكثير من الشهداء، هؤلاء هم شهداء الدم، وشهادة الدم في التاريخ القبطي كانت لسببين: شهداء من أجل الإيمان، شهداء من أجل العفاف والقصص كثيرة جدًا مثل قصة القديسة ثيؤدورة والقديس ديديموس هؤلاء وغيرهم هم شهداء الدم، وشهداء الدم موجودين في كل زمن وفي زماننا أعطانا الله أن نحيا لمحات من عصور الاستشهاد مثل شهداء كنيسة البطرسية وشهداء طنطا وشهداء المرقسية وشهداء نجع حمادي وشهداء العريش وشهداء ليبيا، وشهادة الدم أثمن شيء».

ولفت البابا إلى أنَّ «النوعية الثانية: شهداء العرق، رمز للجهد والتعب والبذل والتضحية، وهم المعلمين المدافعين عن العقيدة الذين تحملوا آلام كثيرة ونسميهم المعترفين، وقد يكون الخادم أو الخادمة أو الراعي الذي يبذل نفسه. والأب والأم ينالون إكليل التربية وإذا أهملوا لا ينالون هذا الإكليل، فشهداء العرق هم الذين يبذلون جهدًا ويقدمون وقتا وفكرا. وخدمة الافتقاد شكل من أشكال الشهادة، وقيسوا على هذا نوعيات متعددة، الإنسان الأمين في حياته وعمله ودراسته هذا يعتبر شكلا من أشكال الشهادة أيضًا والنوعيات تتعدد في مجال الأسرة والدراسة والعمل والمجتمع».

وأكمل البابا: «النوعية الثالثة: شهداء الدموع، والدموع تعبر عن المشاعر الداخلية، الدموع تعبير عن روح الصلاة العميقة التي يقدمها الإنسان وقد تكون دموع التوبة وطلب الرحمة ودموع الحياة النقية، والدموع التي ترافق كلماتك وصلواتك، هؤلاء الذين يقضون أوقاتًا في الصلاة والتسبيح والترنيم هؤلاء يقدمون الدموع من أعماق قلوبهم ويرفعون هذه الدموع توسلًا أمام الله ليقبل توبتهم ويحفظ نقاوتهم، ولذلك يا إخوتي نحن نحتفل بعيد النيروز على مدار 17 يومًا في بداية العام لا تظنوا أن الشهداء فقط هم شهداء الدم ولكن نوعيات الاستشهاد عديدة جدًا، والشهيد في عرف الكنيسة مكرم، والشهداء لهم مرتبة متقدمة في صلوات الكنيسة، لذلك وأنت تحتفل بعيد النيروز تسأل نفسك ماذا قدمت؟ أقدم دما أم دموعا أم عرقا ماذا أقدم؟ فيجب أن تقدم تعبيرًا عن المحبة الموجودة بداخل قلبك».

وأردف البابا: «نحن نفرح بعيد النيروز ونفرح معكم اليوم، ونشكر الله أنه أعطانا في العبور كنيسة ثانية بعد كنيسة ماربولس ربنا يبعت، وبدأ العمل في كنائس أخرى وربنا يكمل ويفرحكم جميعًا، ربنا يبارك الخدمة والمنطقة تعمر أكثر وأكثر، واسم العبور له مدلول في العهد القديم ونحتفل به في البصخة وله مدلول في العهد الجديد في حرب أكتوبر 1973م وله معانٍ جميلة جدًا».

البابا يوصي الأقباط

وفي الختام، طالب البابا الأقباط بالانتباه لإجراءات مواجهة تفشي فيروس كورونا، قائلًا: «ربنا يحفظكم ويبارك في حياتكم ويفرحكم دائمًا، ونصلي من أجل أن يرفع الله وباء كورونا، ويجب أن نحترس من أجل أن يرفع الله هذا الأمر عن حياتنا وعن بلادنا وعن العالم كله».


مواضيع متعلقة