من دفتر أسرار الحاج محمود العربي «حكاية مطعم خصصه للفقراء بالجمالية»

كتب: سمر صالح

من دفتر أسرار الحاج محمود العربي «حكاية مطعم خصصه للفقراء بالجمالية»

من دفتر أسرار الحاج محمود العربي «حكاية مطعم خصصه للفقراء بالجمالية»

«وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ».. آية في كتاب الله انطبقت في معناها على رحل الأعمال الراحل الحاج محمود العربي، الذي رحل عن عالمنا مساء الخميس الماضي، ولا يزال أثره الطيب يتحاكي به المحيطين به، وكل من التقى به صدفة ذات يوم.

يساعد التجار في أمور التجارة ولايبخل على أحد بالنصيحة

«صفاته الجميلة لا تعد ولا تحصى كان ظاهرة أخلاقية وشخصية تجارية صعب تتكرر»، بكلمات مختصرة بدأ الحاج حمدي عبد العظيم، أحد أقارب الحاج محمود العربي الذي كان خالًا لوالدته، حديثه لـ«الوطن» عن ذكريات لا يسع الوقت لسردها كلها، جمعته برجل الأعمال الراحل منذ أن كان صغيرا حتى صار تاجرا كبيرا في منطقة حارة اليهود، «كان صاحب الفضل على كل التجار اللي اتعاملوا معاه، وصاحب فضل عليا بعد ربنا، إني أنجح في مجال التجارة، علمني ومكنش بيبخل عليا بأي معلومة في التجارة» حتى أصبح تاجرا يمتلك مصنعًا، ومحال تجارية في منطقة حارة اليهود.

أكثر ما كان يحرص عليه الحاج محمود مع عائلته، هو صلة الأرحام، حتى بعد توسع تجارته ووصوله إلى المكانة التي كان عليها وكثرة انشغاله، حتى أنه خصص راتبًا شخصيًا لأبناء خالته، رغم عدم حاجتهم، حتى يظل على تواصل دائم معهم «كان مخصص لأمي وأخواتها راتب شهري، رغم إنهم مش محتاجين عشان يوصل الرحم»، بحسب تعبير الحاج حمدي.

محل لإطعام الفقراء يوميا بحي الجمالية للحاج محمود العربي

خزانة ذكريات الحاج حمدي عبد العظيم، لا تزال تحمل الكثير عن «شهبندر التجار»، يصف حرصه على إطعام الطعام بقوله: «كان مخصصا في كل مصنع مكانا للضيوف وكان بيحب إطعام الطعام، أي حد كان بيدخل للحاج محمود قبل ما يدخل المقابلة أو بعدها، لازم ياخد واجب الضيافة وياكل ويشرب»، إلى جانب المطعم الذي يمتلكه في حي الجمالية، وخصصه لإطعام الفقراء يوميا، وعمال منطقة الموسكي «المطعم بتاعه في منطقة الجمالية بيوزع يوميا حوالي 3 آلاف وجبة مجانا للأيتام والمحتاجين، وبيوزع أكل على عمال منطقة الموسكي»، بحسب رواية الحاج حمدي.

سنة حسنة سنها الراحل محمود العربي في قرية أبو رقبة بالمنوفية مسقط رأسه، ليساعد الأهالي على صلة أرحام بعضهم البعض، أعاد تجديد قاعات مناسبات مهجورة في القرية، وأنفق على تجديدها وخصصها للعائلات للتجمع في كل الأعياد «جدد القاعات وصرف عليها ملايين وخصص قاعة لكل عيلة في البلد، لازم يتجمعوا فيها كلهم في الأعياد عشان يعود الناس على صلة الرحم» بحس بوصف قريبه.

مكتب لاستقبال الحالات المحتاجة ملحق بمسجد الرحمن الرحيم

أشكال الخير التي تركها الراحل محمود العربي كثيرة، لم تقتصر عند المواقف السابق ذكرها، بل خصص مكتب ملحقا بمسجد الرحمن الرحيم الشهير بمنطقة العباسية ليقيم به بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع يستقبل فيه أصحاب الحاجات ليقضيها لهم، «كل اللي ليه طلب بيدخل ليه وبيساعده، اللي محتاج علاج أو شغل مكنش بيرد حد لجأ ليه».

وأعلنت أسرة الراحل محمود العربي، تغيير مكان إقامة العزاء المحدد له اليوم الأحد، من مسجد الرحمن الرحيم بشارع صلاح سالم، إلى مصنع العربي بقليوب، محافظة القليوبية، بعد صلاة المغرب.


مواضيع متعلقة