معاناة مصمم جرافيك مصاب بإعاقة ذهنية: «الناس بتخاف مني وفاكريني متسول»

كتب: أنس سعد

معاناة مصمم جرافيك مصاب بإعاقة ذهنية: «الناس بتخاف مني وفاكريني متسول»

معاناة مصمم جرافيك مصاب بإعاقة ذهنية: «الناس بتخاف مني وفاكريني متسول»

بصوت بطئ متردد حزين، يحاول مخلص نبيل، 29 عامًا، أن يعبر عن أحزانه وآلامه مستغيثًا بالمسئولين، مطالبًا بضرورة مساعدته، فهو يعاني من إعاقة ذهنية صعّبت الحياة عليه، وجعلته فريسة للتنمر الذي أعاقه في عمله كمصمم إعلانات.

يحكي «مخلص»، الذي يقطن في حي الضواحي بمحافظة بورسعيد لـ «الوطن»، أنه يأخذ مبلغ ألف جنيهًا من الدولة، ولكنها لا تكفي مصاريفه الشخصية، إذ يدفع 1500 جنيه كإيجار للشقة التي يقطن بها رفقة أسرته: «دخلي قليل جدا وعايش على مساعدة عيلتي اللي بيساعدوني على قد ما يقدروا، لكن أنا مش حابب إن حاجة زي كده تحصل».

هواية «مخلص» تتحول إلى بيزنس منعدم

من صغره يهوى التصميم، وحول الهواية إلى عمل يحاول الانتفاع به، وبالفعل دشن صفحة على «فيسبوك»، ليستقبل عليها طلبات المعلنين، ولكن حدث ركود ومشاكل عديدة في العمل، منها قلة الطلب والأسعار الرخيصة التي يعرضها الزبائن، وحاول أن يخترق هذا الركود بالنزول إلى الشارع، وعرض تصميماته على المارة: «لسه بتكلم مع الناس وبحاول أعرض عليهم شغلي، لقيتهم بيطلعولي جنيه وفاكريني شحات، وأنا عمري ما أقبل على نفسي إني أكون متسول».

نظرات التنمر لا تفارقه

الخوف من التعامل معه كـ«مصمم جرافيك»، ونظرات التنمر التي يلاحظها على وجوه المتعاملين معه، جعلت الأمور تتأزم، فضلا عن الطلبات القليلة جدًا التي يتلقاها «مخلص»، كل شهر، وأيضًا بأسعار رمزية تكاد تنعدم، كأنه يقدم خدمة مجانية للمعلنين: «الناس في مصر بيخافوا من أصحاب الإعاقات وأنا مش بقدر أتكلم طبيعي، ده غير إني ممكن أعمل شغل ويترفض لأنه مش عاجبهم، وكمان الطلبات قليلة جدًا وأنا مش عارف أخد حقي كمعاق، وأقدر أصرف على مراتي وابني».

يطالب «مخلص»، أن ينظر المسئولين له بعين الرحمة، ويساعدوه على توفير شقة سكنية، حيث أنه قدم عليها منذ 6 سنوات، وحتى الآن لم تأتيه، لإنقاذه من غلاء الإجارات، وتخفيف الحمل عليه.


مواضيع متعلقة