مذكرات «خالد»: طبيب والدى حاول إنقاذه بـ«الصدمات الكهربائية».. و«السادات» منعنى من إلقاء النظرة الأخيرة عليه

مذكرات «خالد»: طبيب والدى حاول إنقاذه بـ«الصدمات الكهربائية».. و«السادات» منعنى من إلقاء النظرة الأخيرة عليه
فى مذكراته، التى نقلها عنه الكاتب الصحفى عبدالله السناوى عبر الهاتف، روى خالد جمال عبدالناصر النجل الأكبر للزعيم الذى وافته المنية بعد صراع مع المرض فى نفس الشهر الذى توفى فيه أبوه «سبتمبر 2011».
يتذكر خالد لحظة وفاة والده داخل منزل «منشية البكرى»، وكان نجل الزعيم يبلغ من العمر 21 عاماً، يقول خالد «كنت انتهيت لتوى من تدريب كرة اليد فى نادى هليوبوليس.. أبى يعود للبيت بعد أربعة أيام قضاها فى فندق هيلتون النيل للمشاركة فى القمة وإجراء الاتصالات الضرورية، لم أكن أعرف أنه لم ينم ولم يرتح طوال هذه الأيام، فجأة وجدت أمامى فى النادى «عصام فضلى» من قوة الحراسة الشخصية لأبى، يطلب منى العودة للمنزل».

«ناصر».. وتفكير مثقل بهموم الأزمة العربية
يتابع خالد وفقاً لمذكراته التى يستعد «السناوى» لإعادة طرحها مجدداً فى الأشهر المقبلة «حركة غير عادية فى الدور الثانى فى غرفة الرئيس، الباب مفتوح، أبى أمامى على السرير مرتدياً بيجامة.. طبيبه الخاص الدكتور الصاوى حبيب يحاول إنقاذ حياته بصدمات كهرباء للقلب، حسين الشافعى الذى كان يشغل وقتها منصب نائب الرئيس أيضاً فى زاوية الحجرة، يصلى ويبتهل إلى الله، الدكتور الصاوى قال بلهجة يائسة كلمة واحدة: خلاص». يواصل «لم أبك، وقفت مصدوماً. بكيت بمفردى بعد أسبوعين لثلاث ساعات مريرة. لم أصدق أن أبى رحل فعلاً، أمى أخذتها حمى الأحزان الكبيرة، أخذت فى الصراخ والعويل كأى زوجة مصرية بسيطة تنعى رجلها.. قوة الحراسة الشخصية لعبدالناصر، وفى مقدمتهم محمد طنطاوى الذى كنا نطلق عليه لقب الطبيب حملت جثمان الرئيس على نقالة إسعاف بلا غطاء، وجهه مكشوف، ابتسامة رضا تعلو وجهه، رائحة الموت كريهة، لكنها بدت مسكاً، أمى تابعت الجثمان المحمول على نقالة إسعاف بصراخ رهيب دوى فى المكان».

العائلة فى صورة جماعية بحديقة منزل منشية البكرى
خالد قال إنه لن يغفر لأنور السادات ما فعله معه قبل إعلان الوفاة بشكل رسمى، «قبل إعلان الخبر طلبت من النائب أنور السادات أن أراه. رفض هذا الطلب، قد تكون له أسبابه، ربما خشى أن تنفلت مشاعر شاب صغير لرؤية جثمان والده، ومع ذلك لن أغفر للسادات أبداً أنه لم يمكنى من إلقاء نظرة أخيرة على أبى». فى الجنازة المليونية، وأمام فندق شيراتون النيل، كادت العائلة المكلومة تفقد عضوها الأصغر «عبدالحكيم»، فخالد يحكى «تاه حكيم وسط الزحام.. كاد يضيع فعلاً عبدالحكيم منا وسط تدفق أكثر من 5 ملايين مواطن فى تدافع رهيب بأحزان كبرى على كوبرى النيل، فجأة وجدته يصرخ ويبكى: ضلوعى حتتكسر ثم نظر حوله». فى تلك اللحظة خفت أن يضيع منا حكيم فى هذا اليوم، وأخذت أصرخ هاتوا أخويا الصغير.. حتى وصلت إليه». الابن الأكبر لناصر، يحكى عن المسجد الذى دفن به والده، لماذا هذا المسجد الملاصق لوزارة الدفاع فى كوبرى القبة؟ يقول «كان أبى فى ذهابه وإيابه إلى البيت يشاهد مسجداً تبنيه إحدى الجمعيات الخيرية فى شارع الخليفة المأمون عند كوبرى القبة، بدا للرئيس أن مشكلات مالية تحول دون استكمال بناء المسجد، استقصى الأمر من معاونيه، تدخل لتوفير الإمكانات اللازمة لاستكمال البناء، لم يكن يدرى أنه سوف يدفن فى ضريح بهذا المسجد»، الأمر الذى يفسره محمد الخولى، عضو المكتب الرئاسى لجمال عبدالناصر، أن اختيار المسجد جاء كونه الأقرب لمنزل الزعيم فى منشية البكرى، فضلاً عن حالة الارتباك التى كانت تمر بها الدولة، وقتها كان لا يوجد أى وقت لتأخير مراسم الدفن والجنازة.