اهدم منزلك بنفسك.. الاحتلال الإسرائيلي يُخير الفلسطينيين بين الهدم أو دفع غرامات باهظة

12:09 ص | الأحد 29 أغسطس 2021

بعدما كانت جرافات الاحتلال الإسرائيلي هي التي تتولى مهمة هدم منازل الفلسطينيين في إطار سياسات الاحتلال العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، بات الاحتلال يتبع أسلوبا جديدا أقل كلفة له وربما أكثر إيلاما للفلسطينيين، بإجبارهم على هدم منازلهم بإيديهم، عبر تخييرهم ما بين دفع غرامات مالية باهظة إذا ما قامت جرافاته بالهدم، أو هدم منازلهم بأنفسهم.

هذا ما حدث بالأمس، عندما أجبرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، عائلة مقدسية على هدم منزلها بنفسها في مدينة القدس المحتلة، في الوقت الذي كانت تقمع فيه احتجاجات سلمية لفلسطينيين ضد التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

عشرات الإخطارات بالهدم

وكشفت مصادر محلية، أن بلدية الاحتلال في القدس، أجبرت عائلة «سمرين» على هدم منزلها ذاتيا في حي وادي حلوة بسلوان في القدس المحتلة، بينما تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تسليم عشرات المنازل المقدسية في سلوان إخطارات بالهدم، بهدف تهجيرهم، ضمن خططها لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

وفي وقت سابق من شهر أغسطس الجاري، أجبرت بلدية الاحتلال في القدس، خمسة مقدسيين على هدم منازلهم في بيت حنينا، شمال القدس المحتلة.

وشرع أفراد من عائلة خضر، في هدم خمسة منازل لهم في حي الأشقرية من بلدة بيت حنينا، بواسطة جرافات خاصة، تجنبا لدفع غرامة مالية باهظة الثمن، حال قيام بلدية الاحتلال في القدس، بهدمها.

جاء ذلك بعد أن رفضت محكمة الاحتلال، في وقت سابق، طلب العائلة بوقف هدم خمسة من منازلها، قبل أسبوع، وأجبرتهم بلدية الاحتلال، على الهدم لصالح المستوطنين، الذين يدعون ملكيتهم للأرض، التي تقام عليها المنازل، منذ عام 1962.

وتعود المنازل الخمسة للمقدسي عبدالله خضر، ويعيش فيها مع أبنائه وزوجاتهم.

هدم 81 مبنى مقدسيا منذ 2021

ووفقا لبيان لوزارة شؤون القدس، فقد هدمت سلطات الاحتلال منذ بداية العام الجاري أكثر من 81 مبنى بالقدس الشرقية المحتلة.

وفي سياق متصل، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، إن السلطات الإسرائيلية هدمت أو صادرت 31 مبنى فلسطينيا بالضفة الغربية المحتلة خلال الأسبوعين الماضيين.

وأوضح المكتب في تقرير يتعلق بالفترة بين 9 – 23 أغسطس الجاري، أن عمليات الهدم أدت لتهجير 32 شخصا بمن فيهم 14 طفلا، وإلحاق الضرر بنحو 680 آخرين.

وذكر أن بناية من طابق واحد تم هدمها على يد أصحابها، مما أدى إلى تهجير 4 أسر مؤلفة من 15 شخصا في حي شعفاط بالقدس المحتلة.

وبحسب هذا التقرير الأممي، فإن أضرار لحقت بنحو 100 طفل جراء هدم ملحق بناية كان من المقرر استخدامه كروضة في حي بيت صفافا بالقدس.

أعمال غير قانونية

وكان الاتحاد الأوروبي قد اعتبر في مايو الماضي، أنَّ الوضع فيما يتعلق بإخلاء العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح ومناطق أخرى من القدس الشرقية، يثير القلق الشديد، مشيرًا إلى أنَّ هذه الأعمال غير قانونية، بموجب القانون الإنساني الدولي، وتؤدي لتأجيج التوترات على الأرض.