في ذكرى ميلاده.. جلال عامر رسام الضحكة الحزينة

الرحيل بالأجساد فقط ولكن المواقف والنضال تبقي على مر الزمان متحدية وصامدة.. جلال عامر أكبر من مجرد كاتب وأقل من أسطورة، هو فكرة والفكرة لا تموت أبدًا، فعندما تبث روحك في كلماتك تمنحها الخلود، عشق مصر فأعطته سرها ومفتاح المرور لقلبها، فهو عابر السبيل، الذي انحاز للبسطاء فوجد فيهم منجم كتاباته، ومن معاناتهم حبرًا لقلمه، ليعبر عنهم كما لم يكتب أحد قط، فتصبح كلماته كالأقوال المأثورة أو الحكم الشعبية. بدهاء وبساطة نجحت كتاباته في غزو الوجوه بابتسامة صادقة ترسم خطوطها ببطء، وفي نفس الوقت تترك فكرتها محفورة داخل العقول، ليحقق بذلك المعادلة الصعبة عبر بوابته من العبارات الرشيقة الأنيقة، والتي يدس فيها السم داخل العسل، التي تنطوي بداخلها أطنان من الأحزان التي تكفي العالم، واستطاع بفلسفته و بكلماته القليلة أن يضرب بعمق في جذور الوضع المصري بمشكلاته وهمومه، ويكون هو الأقرب للشباب. دم عامر خلال مشواره ثلاث كتب هي، "استقالة رئيس عربي" و"مصر علي كف عفريت" وكتابه الأخير "قصر الكلام" الذي ضم مجموعة من المقالات السياسية للكاتب الراحل نشرت بعد وفاته، وبالرغم من رحيله مازالت عباراته شديدة الاتساق مع الواقع بشكل كبير، ويؤكد أن هذا الرجل ما هو إلا "بصار" نجح في قرأه الوضع بشكل صحيح. وفي ما يأتي أهم مقولات الراحل الساخر: "معظم الهاربين بفلوسنا كانوا يقيمون لنا موائد الرحمن .. وأتاري إحنا اللي عازمينهم" "جاء العيد بالفرحة، حيث صلاة العيد في الصباح والتحرش الجنسي في المساء" "كل شيء في الكهرباء ينقطع إلا الفاتورة " "كل واحد يسأل الآن: مصر رايحة على فين؟ مش تسألوا قبل ما تركبوا" "واتفق العرب… عبارة مقتبسة من إحدى قصص الخيال العلمي" "مجتمع لا يهمه الجائع إلا إذا كان ناخبًا، ولا يهمه العاري إلا إذا كان امرأة" "في بلادنا الكراهية تجمع والحب يفرق، وانظر إلى الملايين الذين تجمعوا على كراهية مبارك ثم تفرقوا أحزابًا أمام حب الوطن" "الحاكم في العالم الثالث مثل شعر الرأس كل ما تحلقه يطلع لك تاني ويجدد نفسه بنفسه" "نحن ديمقراطيون جدًا… تبدأ مناقشاتنا بتبادل الآراء في السياسة والاقتصاد وتنتهى بتبادل الآراء في الأم والأب" "أصبحت مهمة المواطن صعبة فعليه أن يحافظ على حياته من البلطجية وأن يحافظ على عقله من السياسيين" "في الآخرة المنافقون في الدرك الأسفل من النار، لكنهم في الدنيا في الصفحات الأولى من بعض الصحف" "حقوق الإنسان: هو حق المواطن في ألا يتم إهانته إلا تحت إشراف ضابط" "ليس من حقك أن تتطلع إلى منصب مهم في بلدك، فهو مثل مقاعد الأتوبيس مخصصة لكبار السن"، "في احتفالات الشرطة تستعرض أمام المسؤولين فنون القتال والاشتباك مع المجرمين ثم مع المواطنين العاديين من أول خلع الملابس والجلد والصعق حتى مصرع المواطن و تسليمه لحانوتي القسم" "إذا ضاعت هيبة مصر مع دول حوض النيل، فسوف يأتي يوم يستأذن فيه المواطن "كينيا" قبل أن يستحم" " الدول المتخلفة تجمع معلومات عن مواطنيها أكثر مما تجمع عن أعدائها، فأنا واثق أن أجهزة الأمن تعرف خال أم جدي ولا تعرف الاسم الرباعي لـ نتنياهو" "أحياناً لا يأتي الظلم من القاضي، و لكن من القانون" "نريد رئيسًا لا يرفعون عنه الستار، كأنه تمثال فرعوني أو يقصون أمامه الشريط كأنه محل تجاري، بل حاكم يحكم ويتحكم ويحاكم من أخطأ ويُحاكم إذا أخطأ". "عندنا قمح يكفينا 4 شهور ومسلسلات تكفينا 4 سنين، لو كل مواطن هيحط حلقة واحدة في رغيف هيشبع" "قد نختلف مع النظام لكننا لا نختلف مع الوطن ونصيحة أخ، لا تقف مع ميليشيا ضد وطنك، حتى لو كان الوطن مجرد مكان ننام علي رصيفه ليلًا" " إن بناء الديمقراطية يحتاج لوقت طويل لأن الحي مزنّق عليهم في التراخيص" " نحن ضد رفع قانون الطوارئ لأننا لو رفعنا عن مصر الطوارئ ممكن رجليها تبان" " عدوك ليس السلفي أو القبطي أو اليهودي، لكن عدوك في الداخل هو الجهل وفى الخارج هو إسرائيل" "حضرتك مواطن على عيني وراسي لكن ليس لدرجة أن تتصرف كمواطن وتصدق نفسك"