جامعة أسيوط وجهود تستحق التقدير 

حسين القاضى

حسين القاضى

كاتب صحفي

أقامت جامعة أسيوط يوم الأحد ١٥ أغسطس ٢٠٢١م المؤتمر الختامى لنموذج محاكاة منظمة التعاون الإسلامى (molc)، بحضور عدد من الضيوف على رأسهم الدكتور أسامة الأزهرى، وتناول نموذج المحاكاة القضية الفلسطينية، والانتهاكات الجسيمة التى وقعت فى الشيخ جراح، والاعتداءات المستمرة على الشعب الفلسطينى، وعلى المسجد الأقصى.

ونموذج محاكاة منظمة التعاون الإسلامى هو فى حقيقته مشروع جاد كبير، يشمل ندواتٍ وورش عمل علمية وفكرية لمواجهة الإلحاد والتطرف، وبناء وعى متزن، ومشروعات للتدريب على الإدارة واللغة والكمبيوتر، فهو نشاط حقيقى على أرض الواقع، ومركز إشعاعٍ داخل جامعة أسيوط، ويشرف عليه واحد من خيرة الشباب هو الباحث الدكتور الحسن خيرى، بدعم كامل من قيادات الجامعة.

نموذج محاكاة مؤتمر التعاون الإسلامى اتسم بالإتقان، ليس فقط على مستوى المحاكاة فى الملبس، بل على مستوى مطابقة الكلام لسياسة كل دولة، وتعبير النماذج تعبيراً دقيقاً عن مواقف الدول المختلفة، ونجح أبناء الجامعة فى تقديم نموذج محاكاة فى فترة قصيرة بجهد متميز ذى فرادة، وكانوا أمناء فى نقل الواقع لمواقف الدول والهيئات الدولية بصورة أمينة، بعيدةٍ عن التحيز والانطباعات الشخصية.

ثم تلك اللغة العربية السليمة التى قدم بها شبابُ الجامعة نموذج المحاكاة، حتى إنك تكاد على مدى ٣ ساعات متواصلة لا تسمع لحناً فى اللغة، مع عبقرية أخرى من المتحدثين باللغات المختلفة.

لا يسع المقال لذكر جهود من تبنوا هذا العمل، وعلى رأسهم الجرّاح المشهور الدكتور طارق مرسى الجمال رئيس الجامعة، والدكتور شحاتة غريب نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم، والدكتور أحمد المنشاوى نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا، والدكتور عبدالسلام نوير المشرف العام على المحاكاة وعميد كلية التجارة وغيرهم.

ويتبقى تسجيلُ أربعِ ملاحظات:

الأولى: أن نشاطات جامعة أسيوط يحضرها الرموز السياسية والدينية والعلمية والحزبية، لكنها بعيدة تماماً عن العمل الحزبى، أو التسويق لحزب معين، فالنشاطات المختلفة تخدم قضايا الوطن لا أهداف الأحزاب.

الثانية: لفتة التقدير الكريمة بقيام الجامعة بتكريم عدد من علماء جامعة الأزهر، هم: الدكتور رفعت على محمد، والدكتور مرسى حسن، والدكتور أحمد نبوى، كتعبير عن دور جامعة الأزهر، حيث إن عدداً من الطلاب المشاركين فى المحاكاة ينتمون للجامعة الأزهرية، (وأشكر الجامعة من منصة جريدة «الوطن» على تكريم الفقير).

الثالثة: أن نموذج المحاكاة هو فى النهاية فرع واحد من جملة الإنجازات الكبرى التى تحققها الجامعة، فيكفى الطفرة الهائلة فى مستشفى جامعة أسيوط، حيث المشروع المشترك مع جامعة «كورياتيك» بميزانية تبلغ 800 ألف دولار، وتطوير غرف عمليات الأطفال بمستشفى القلب، وافتتاح نظام التعقيم المركزى، وافتتاح وحدة عمليات الفم والوجه والفكين بمستشفى طب الأسنان الجامعى، وهو تخصص نادر جداً، وافتتاح أول وحدة فى صعيد مصر لقياس ارتفاع ضغط الشريان الرئوى.

والبشرى الكبرى على قرب افتتاح (مستشفى الإصابات)، وهو أكبر مستشفى من نوعه فى الشرق الأوسط.

الملاحظة الأخيرة: أن مثل هذه الأعمال فى ربوع مصر هى التى يجب على الإعلام تسليط الضوء عليها، بدلاً من موضوعات الإثارة والتريند، وتسليط الضوء على هذه الأعمال من شأنه أن يفتح المجال لأوجه النقد البنَّاء، لتقويم العمل وتصويبه وتجويده.