"داعش" في سوريا والعراق و"الحوثيون" في اليمن.. التمرد بالسلاح "يزلزل" الدول
![](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/250711_Large_20140712092139_11.jpg)
لم يبذل المتمردون الحوثيون في اليمن جهدًا كبيرًا، في السيطرة على مدينة صنعاء ومقر الحكومة والقيادة العامة للقوات المسلحة اليمنية ومعسكر الإذاعة ورئاسة الوزراء، حتى اضطرت الحكومة اليمنية أن توقع مع المتمردين اتفاق تهدئة في حضور مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، حيث ينص الاتفاق على وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة وفاق وطني وتخفيض أسعار الوقود، وهي الشروط التي فرضت بالسلاح، كما هو الحال في العراق وسوريا والتي استطاعت "داعش" في تكوين دولتها الخاصة هناك بقوة السلاح أيضًا، والحوثيون في اليمن كونوا جيشهم الخاص ومناطق نفوذهم في محافظة صعدة، بما يشبه دولة مستقلة لها جيشها وحكومتها المستقلة عن حكومة اليمن.
لحية سوداء وبشرة سمراء، وملامح حياة بدوية تسيطر على وجهه، يقرر حسين بدر الحوثي، تأسيس أكبر حركة انفصالية في اليمن، في محافظة صعدة، جنوب اليمن، عام 1992، عمل حسين بدر الحوثي على تأسيس مدارس في صعدة، لنشر فكر المذهب الزيدي الشيعي، حتى انتهى به الأمر مقتولًا عام 2004، في مواجهات مع الجيش اليمني.
"أنصار الله" أو حركة الشباب المؤمن، هكذا أطلق عليها بدر الحوثي عند بداية تأسيس حراكه المسلح ضد الجيش اليمني، وسبب تأسيس هذا الحراك الانفصالي كما يوضح بدر الحوثي، هو شعور الحوثيين بالتهميش والتمييز من النظام المتمثل في الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، إلا أن الحركة يترأسها زعماء من الرموز الشيعية الزيدية، ولا يخفى على أحد الدعم الذي يتلقاه الحوثيون من دول إيران، والشيعة في العراق.
كان الصراع بين الحوثيين والجيش اليمني في البداية عبارة عن مواجهات متقطعة، لكنه تحول بعد مقتل بدر الحوثي وخلاف عبدالله صالح مع محسن الأحمر، وزعيم التمرد الحوثي عبدالملك الحوثي، إلى مواجهات مستمرة، وصراع دائم، وكان معظم القتال متركزًا في صعدة ولكنه انتقل إلى مناطق أخرى في محافظة عمران ومحافظة الجوف ومحافظة صنعاء، وفشلت الحكومة في قمعهم عسكريًا لأسباب عديدة؛ منها أسلوب إدارة الصراع نفسه وطبيعة نظام علي عبدالله صالح، وعدم معالجة الأسباب الرئيسية التي أدت لظهور الحوثيين.
الدعم الإيراني للحوثيين بات علنيًا بالرغم من إنكار الحوثيين لهذا الدعم، إلا أن الحكومة اليمنية وحزب التجمع اليمني للإصلاح والاستخبارات الأمريكية، وجهوا اتهاماتهم أكثر من مرة إلى إيران لدعمها للحوثيين بالسلاح والمال، والغريب في موقف الحوثيين أنهم قاموا بتأييد الثورة اليمنية الشعبية عام 2011 واعتصموا في "ساحات التغيير" بصنعاء وصعدة، واعترضوا على المبادرة الخليجية، واندلعت اشتباكات مسلحة بينهم وبين أطراف مرتبطة بحزب الإصلاح بلغت ذروتها في 2013 - 2014.