هل «كل سنة وأنت طيب» في بداية السنة الهجرية «بدعة»؟.. «الإفتاء» تجيب
دار الإفتاء
بدأ العام الهجري 1443 هجريا اليوم، وأوضحت دار الإفتاء في فتوى نشرت عبر موقع الدار الرسمي على شبكة الإنترنت، حكم تهنئة بـ السنة الهجرية الجديدة، حيث يدّعي البعض أنّ تبادل التهنئة، ومنها «كل سنة وأنت طيب» و«كل عام وأنت بخير»، والتي يتبادلها كثيرون مع قدوم العام الهجري من البدع، لأن بداية العام ليست من الأعياد التي يُهنَّأ بها، وإنّما هي شيء ابتدعه الناس.
المفتي يوضح حكم التهنئة بالسنة الهجرية الجديدة
وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، في الفتوى المشار إليها والتي حملت رقم 5356، عن تهنئة السنة الهجرية الجديدة، إنّ الهجرة حدث عظيم في تاريخ الإمة الإسلامية، استحقت أن تكون بداية للتقويم الإسلامي، لما مثلته من معانٍ سامية ورفيعة؛ إذ كانت دليلًا جليًّا على تمسك المؤمنين بدينهم؛ الذين هاجروا إلى المدينة تاركين وطنهم وأهلهم وبيوتهم وأموالهم، لا يرغبون في شيء إلا في العيش مسلمين لله تعالى؛ ولذلك مدحهم سبحانه وأشاد بهم؛ كما أنّها كانت البداية الحقيقية لإقامة بنيان الدولة الإسلامية ووضع أحكامها التشريعية، التي صارت أساس لإنشاء النظم المجتمعية، وضبط العلاقات الإنسانية والدولية، وإقرار لمبدأ التعايش والتعددية، ولأجل ذلك اختار الصحابة رضي الله عنهم الهجرة بداية للتقويم الإسلامي.
فوائد التهنئة برأس السنة الهجرية الجديدة
وأضاف المفتي: «في التهنئة برأس السنة الهجرية الجديدة، استحضار للعديد من المعاني التي يجوز شرعًا التهنئة عليها؛ ومنها: الامتثال للأمر القرآني بتذكر أيام الله تعالى، وما فيها من نعم وعبر وآيات؛ وتذكر نصر الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم في الهجرة على مشركي مكة»، موضحا أنّ رأس السنة الهجرية بداية لعام جديد، وتجدد الأيام وتداولها على الناس من النعم التي تستلزم الشكر عليها.
وتابع المفتي: «الادعاء بأنّ بداية العام ليست من الأعياد فلا تصح التهنئة عليها، مردود بأنّ التهنئة لا تقتصر على الأعياد، فهي مشروعة عند حدوث النعم، واندفاع النقم، ونصّ الفقهاء على استحباب التهنئة بقدوم الأعوام، والشهور».
واختتم المفتي: بناءً على ذلك، يستحب التهنئة بقدوم السنة الهجرية الجديدة؛ لما في التهنئة به من إحياء ذكرى هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته رضي الله عنهم، وما فيها من معان سامية وعبر نافعة، وحثّ الشرع على تذكر أيام الله وما فيها من عبر ونعم، كما أنّه بداية لعام جديد، وتجدد الأعوام على الناس من نعم الله عليهم التي تستحب التهنئة عليها».