تراجع التصدير والشراء المحلي.. الذهب المصري يفقد بريقه داخليًا وخارجيًا

تراجع التصدير والشراء المحلي.. الذهب المصري يفقد بريقه داخليًا وخارجيًا
شهدت الأشهر الخمسة الماضية تراجعًا في جاذبية الذهب على المستوى المحلي وعلى مستوى التصدير إلى الخارج، ما أفقد المعدن الأصفر بريقه الذي طالما اجتذب أموال المدّخرين والمستثمرين على حد سواء.
وفي الأسواق الخارجية، شهدت صادرات الذهب تراجعًا لافتًا خلال الفترة من يناير حتى مايو الماضي، وعلى الرغم من تصدر الذهب ومشغولاته قائمة البنود الأكثر تصديرًا في قائمة الصادرات المصرية، إلا أن هذه الصدارة تلاشت بفعل جائحة كورونا، وتراجع الطلب الخارجي.
ووفقًا لبيانات صادرة عن المجلس التصديري لمواد البناء والصناعات المعدنية، فقد اختفت أسواق الخليج، التي كانت الأكثر استيراد للذهب، من قائمة الدول المستوردة من مصر، وتشير البيانات إلي أن صادرات الذهب تراجعت بنسبة 71% في أول 5 أشهر من العام الجاري، كما تكشف عن انهيار كبير في القيمة، حيث تراجعت صادرات مصر من الذهب إلى 412 مليون دولار، خلال الفترة من يناير حتى مايو الماضي، بعدما كانت 1.3 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
البيانات تُظهر أيضًا أن الصادرات لسوق الإمارات، التي تُعد المستورد الأكبر للذهب المصري، تراجعت بنسبة 88%، لتهبط إلى 120 مليون دولار، مقارنة بمليار دولار خلال الفترة نفسها العام الماضي، بينما لم تستورد سوق السعودية، ولا البحرين أي كميات من الذهب.
والأمر لا يرتبط فقط بصادرات الذهب، فقد تراجع طلب المصريين على الذهب خلال الربع الثاني من العام الجاري، وبحسب بيانات المجلس العالمي للذهب، فقد انخفض الطلب على الذهب في مصر، بنسبة 11%، لتسجل مصر المركز الرابع في معدلات الانخفاض بالنسبة لعمليات الشراء الذهب، بعد المملكة العربية السعودية التي تراجع الطلب بها بمعدل 8% مقارنة بالربع الأول من العام الجاري، وإيران والإمارات.
وبحسب ما قاله رفيق عباسي رئيس شعبة الذهب باتحاد الصناعات، فإن التراجع في الصادرات جاء نتيجة التداعيات السلبية لفيروس كورونا، التي أثرت على حركة الطيران والانتقالات من وإلى الدول، موضحًا أن دول الخليج وخاصة الإمارات تُعد الأسواق الأهم لمصدِّري الذهب، لكن الفترة الماضية شهدت إجراءات إغلاق للاقتصادات أدت إلى تقييد حركة الصادرات.
وأضاف أن التراجع في الأسواق المحلية خلال الأشهر الماضية يأتي على خلفية فترة الإغلاقات وعمل المستهلكين من المنازل، فضلاً عن تغير أولويات الإنفاق من جانب المصريين خلال فترة الوباء، مشيرًا إلى أن المستهلك المصري أصبحت لديه بنود أخرى تحول دون توجهه للادخار في الذهب، على الأقل في الوقت الحالي.