هل التوسل للأولياء والصالحين لتلبية الدعاء شرك بالله؟ الإفتاء تجيب

كتب: حسام حربى

هل التوسل للأولياء والصالحين لتلبية الدعاء شرك بالله؟ الإفتاء تجيب

هل التوسل للأولياء والصالحين لتلبية الدعاء شرك بالله؟ الإفتاء تجيب

كثير من الناس يتوسلون بالموتى الصالحين وبالأولياء وبالقبور ويسألون الموتى في قبورهم، وتشهد محركات البحث عمليات بحث مكثفة حول حكم التوسل بالأولياء والصالحين بهدف تلبية الدعاء، وقد ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال مفاده: «بعض أدعياء العلم يقومون بنشر البلبلة في مسائل تختص بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ذلك أنهم يدَّعون حرمة التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وحرمة التوسل بالصالحين أحياءً ومنتقلين.. فما حكم الشرع».

حكم التوسل بالأولياء والصالحين

وأجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حكم التوسل بالأولياء والصالحين: «قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 35]».

وأضافت دار الإفتاء المصرية في إجابتها: الوسيلة هي ما يتقرب به إلى الغير، والمراد بها في الآية: كل عمل طيب يُتَقَرَّبُ به إلى الله تعالى، ومراعاة سبيله بالعلم والعبادة، وفي الحديث: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ» رواه مسلم.

شفاعة الأنبياء والمرسلين

وتابعت دار الإفتاء المصرية: يتضح أن للأنبياء والمرسلين شفاعةً، ويُلحقُ بهم الأولياء والصالحون، وهذا باتفاق في حال حياتهم ويوم القيامة، أما بعد مماتهم: فعلماء الأمة سلفًا وخلفًا يجيزون التوسل والاستشفاع بالأنبياء والصالحين والأولياء بعد مماتهم، ولم يخالف في ذلك إلا ابن تيمية ومن حذا حذوه.

وترى دار الإفتاء، أنه لا حرمة ولا كراهة في التوسل والاستشفاع بهم كأن يقول المتوسل أو المستشفع: اللهم ببركة هذا النبي أو هذا الولي أكرمني أو وفقني لصالح الأعمال ونحو ذلك، وليس في هذا العمل شرك بالله والعياذ بالله، والمسلم الذي يعتقد في التوسل بالأنبياء والأولياء عقيدته صحيحة وسليمة ما دام يعلم تمام العلم أن النافع والضارَّ والمعطي والمانع هو الله وحده لا شريك له في ملكه، وأن التوسل بالأنبياء والأولياء إنما يُقصَدُ به التقرب إلى الله عز وجل؛ لقربهم ومكانتهم عند الله جل شأنه، وأن لهم شفاعة منَّ الله عليهم بها.


مواضيع متعلقة