بعد 10 سنوات.. ما زالت الإجابة تونس
فى 25 يوليو الماضى قام الرئيس التونسى قيس سعيّد بحركة تصحيحية لمسار الثورة التونسية التى تصدرت ثورات الربيع العربى قبل 10 سنوات.. قرارات سياسية حاسمة بتجميد البرلمان وإقالة الحكومة والنائب العام وحظر التجوال لمدة شهر واحد.. ولم يستخدم الرئيس قيس سعيّد أدوات العنف فى تنفيذ قراراته التى اتخذها لإنقاذ تونس من حالة مزرية متعمدة من حزب النهضة الإخوانى وحلفائه من الفاسدين الإرهابيين.
ومنذ اللحظة الأولى حازت قرارات الرئيس تأييداً علنياً قوياً من الغالبية العظمى للشعب التونسى والجيش والشرطة وعدد كبير من الأحزاب والقوى السياسية فى مقدمتهم الناصريون والقوميون فى موقف رافض لهيمنة الإرهابيين من الإخوان المسلمين على المشهد السياسى والاقتصادى فى تونس وإفسادهم الديمقراطية وإفقارهم الشعب وتعطيلهم الشباب ودعمهم للإرهاب فى سوريا والجزائر ومالى وليبيا طوال السنوات العشر الماضية.
حاول الفاشل راشد الغنوشى وعصابته من المتأسلمين إثارة الشارع والتمرد على قرارات الرئيس واستخدموا المتأخونين فى قناة الجزيرة ومواقع هزيلة فى تركيا لنشر الأكاذيب حول ما سموه انقلاباً!! وفشلوا فى عقد أى اجتماع داخل حزبهم أو أمام البرلمان وهاجم الشعب مقارهم الحزبية وأحرقها وواجههم بحالة غضب كاسحة دفعت المتأخونين الفاشلين إلى الاعتراف بالفشل وقبول المحاسبة على جرائمهم الجنائية والسياسية والاقتصادية، ولكن بعد فوات الأوان فقد خسروا سمعتهم وشعبيتهم وحتى شباب حزب النهضة ثاروا على الغنوشى وعصابته التى رفضت بتكبر اقتراحات شبابهم المتكررة لتغيير سياسات الحزب طوال العامين الماضيين.
وقد أثير لغط كبير حول دستورية إجراءات الرئيس قيس سعيد وديمقراطيتها.. ووقع معظم السياسيين فى خطأ جسيم بالتمسك الشكلى بالنص الدستورى دون إدراك لروح النص والتى هى روح القبول الشعبى للنص وتأييد تطبيقه!! النص الدستورى عادة تفسره وتطبقه الجهة التى تملك السلطة ووفق مصالحها، والجماهير هنا هى الفيصل فتؤيد أو ترفض ما تراه لصالحها وهو ما نراه حاضراً فى دول الغرب مع التأييد أو الرفض لكل قرار حكومى. وما دامت الجماهير قبلت بالقرارات وأيدتها فقد أعطت الشرعية الثورية للرئيس لينفذ مشروعه.
واللافت هنا أن تونس -رئيساً وشعباً- قررت الاحتفاظ بكامل أدوات الحرية والديمقراطية واستخدام المحاكمات القضائية فى محاسبة الفاسدين والخونة والإرهابيين.. وما زالت الإجابة تونس بعد عشر سنوات من الثورة.. حمى الله تونس وشعبها.. والله غالب.