وزير الري بجنوب السودان: المشروعات المصرية حققت نقلة نوعية في بلادنا.. و«القاهرة» تساعدنا بعد تخلي المجتمع الدولى عنا

وزير الري بجنوب السودان: المشروعات المصرية حققت نقلة نوعية في بلادنا.. و«القاهرة» تساعدنا بعد تخلي المجتمع الدولى عنا
- جنوب السودان
- وزير الري بجنوب السودان
- المشروعات المصرية
- "عنتيبى"
- جنوب السودان
- وزير الري بجنوب السودان
- المشروعات المصرية
- "عنتيبى"
أكد وزير الرى والموارد المائية فى دولة جنوب السودان، مناوا بيتر، أن الوفد الاقتصادى الذى يزور القاهرة حالياً، برئاسة نائب الرئيس «سلفا كير»، وقَّع اتفاقيات مهمة مع الجانب المصرى ستحقق نقلة نوعية فى بلاده، وقال إن الرئيس عبدالفتاح السيسى يتابع شخصياً مشاريع التنمية التى تنفذها مصر فى جوبا. وشدد فى حواره مع «الوطن» على أن بلاده على ثقة بأن مصر وإثيوبيا والسودان ستتوصل إلى اتفاق حول بناء السد الإثيوبى، مشيراً إلى أن وزير الخارجية فى بلاده أبلغ «أديس أبابا» باستعداد بلاده للتوسط فى الأزمة، وأبلغها هو شخصياً بذلك، حتى إنه أكد لهم فى أديس أبابا أن مخاوف القاهرة مشروعة.
ما نتائج زيارتكم إلى مصر؟
- عقدنا اجتماعاً للجنة الوزارية المشتركة بين مصر وجنوب السودان، وتم التوقيع على مذكرة تعاون بين بعض الوزارات فى الدولتين، ونعتقد أنها ستحقق نقلة كبيرة فى جنوب السودان، وستكون معظم هذه المشروعات فى قطاع الصحة والطيران والزراعة، وسيتم توجيه دعم كبير لوزارة الرى والموارد المائية، والتى تركز على مشروعات تطهير المجارى المائية فى بحر الجبل، وتم الاتفاق أيضاً على إنشاء محطات جديدة فى جنوب السودان لتنقية مياه الشرب، وذلك بتوجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسى نفسه، وزيادة المنح الدراسية، ويمكننى القول إن الزيارة حققت نجاحاً كبيراً، وأريد الإشارة إلى أن هذه الزيارة تتعلق بالقطاع الاقتصادى فحسب، فهناك وزارات أخرى فى قطاعات أخرى قادمة لمصر. هذه الزيارة فتحت آفاقاً جديدة فى العلاقات مع مصر، خاصة أنها تأتى بعد معرض المنتجات المصرية فى جوبا، وقد اتفقنا مع مصر على إنشاء معرض دائم فى جنوب السودان، وستقوم مصر أيضاً بإنشاء مركز مؤتمرات عالمى فى جوبا كأحد المشروعات فى البلاد وسيكون منحة من القاهرة.
وما رأى المواطنين فى جنوب السودان؟
- فى الحقيقة هذه زيارة ناجحة، وكما قلت ستحقق نقلة نوعية فى جنوب السودان، وهى تمس المواطن مباشرة كونها فى مجال البنية التحتية، والصحة. هناك أيضاً زيارات للمسئولين المصريين إلى بلادنا، والتى بدأت بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، والتى كانت نقلة كبيرة لنا، وفى تغيير صورة بلادنا فى الخارج. هذه المشروعات تجذب دولاً أخرى للعمل فى جنوب السودان.
ما آخر تطورات قناة جونقلى؟
- تم تنفيذ 67% من مشروع قناة جونقلى، وهو ما يعنى أن المتبقى فقط 33%، لكن لا تزال هناك دراسات تتعلق بنا نجريها فى جوبا، لنعرف فوائدها على جنوب السودان.
انتهينا من تنفيذ 67% من مشروع قناة جونقلي بالشراكة مع مصر واتفاقية «عنتيبي» لا تزال أمام البرلمان ولدينا تحفظات عليها
وماذا عن اتفاقية «عنتيبى»؟
- الاتفاقية لم نوقّع عليها بعد. لا تزال أمام برلمان جنوب السودان، ولدينا تحفظات عليها ونريد نقاشاً حولها.
هل يمكن إيجاد آلية لمنع النزاع على المياه فى حوض النيل؟
- نحن فى جنوب السودان ندعو إلى وحدة الدول الأفريقية، وأزمة المياه الحالية تهدد هذه الوحدة، فيجب أن تكون المياه العابرة بين الدول عنصر تكامل وسلام ووحدة وعنصر حد من الصراعات، وما حدث فى سد النهضة لا يخدم الإقليم ولا المنطقة، وهذه رسالتنا، الدول الثلاث يجب أن تصل إلى اتفاق «مصر والسودان وإثيوبيا» يجب أن تستفيد من مياه النيل. لا يجب حرمان أحد من الاستفادة منه. وأعتقد أنهم سيصلون إلى اتفاق فى نهاية الأمر. وبالنسبة لجنوب السودان، فقد أعربت عن استعدادها للتوسط بين الدول الثلاث للوصول إلى هذا الاتفاق.
مناوا بيتر لـ«الوطن »: عرضنا الوساطة في قضية السد الإثيوبي و«أديس أبابا» لم تستجب
أعلنتم عن وساطة بين الدول الثلاث؟
- نعم، نحن أعلنا إمكانية التوسط بين الدول الثلاث بسبب علاقات الجوار مع السودان، ولدينا علاقات استراتيجية مع مصر وعلاقات جيدة مع إثيوبيا، ونحن فى موقع يمكنّا ويؤهلنا للعب هذا الدور.
وهل قبلت إثيوبيا؟
- حتى الآن لم تقبل، لم يكن العرض فى البداية رسمياً لكنه الآن رسمى ولم يردوا علينا. وزير الخارجية فى جنوب السودان أعلن استعداد جوبا لحل الأزمة، لأننا فى موقع يؤهلنا لذلك، نحن دولة منبع ومصب فى ذات الوقت. ونحن فى وزارة الرى عرضنا وساطتنا وقلنا للإثيوبيين فى أديس أبابا إن قلق مصر مشروع، ونعتقد أن الدول الثلاث ستصل لاتفاق. وسيكون السد مشروع تكامل، ويتم حل أزمة الخلاف حول فترات الجفاف. لدينا مشروع جديد وهو بناء سد «واو» بالتعاون مع مصر، وهو مثال على التكامل بين الدول فى حوض النيل.
هل بدأ العمل من قِبَل مصر فى بناء سد «واو»؟
- نستعد لذلك حالياً لتوفير التمويل اللازم.
تربطنا علاقات قديمة وأزلية مع «القاهرة» ووقَّعنا اتفاقيات مشتركة لدعم قطاعات الصحة والطيران والزراعة
وكيف سيكون رد فعل إثيوبيا بعد زيارة هذا الوفد الكبير للقاهرة؟
- من حق إثيوبيا أن تنظر إلى الزيارة بقلق، لكن علاقتنا مع مصر لن تتوقف من أجل خلافها مع القاهرة، هذا لن يحدث، فليقلق من يريد أن يقلق، زيارتنا ليست ضد أحد. لدينا علاقات استراتيجية مع مصر، التى زار رئيسها جوبا فى رسالة للعالم على استقرار بلدنا. نحن هنا وفد رسمى يقوده نائب الرئيس بتكليف من الرئيس نفسه «سلفا كير». والعلاقة مع مصر قديمة، قبل سد النهضة، وكنا دولة واحدة، فهناك تاريخ مشترك. وكانت مصر من الدول الأولية فى الاعتراف بجنوب السودان كدولة. ونقلت علاقتها حالياً من الدبلوماسية إلى تنفيذ المشروعات والتنمية. ونحن لن نوقف علاقتنا مع مصر، والدولتان يمكن أن يكون لهما تأثير فى العمق الأفريقى، خصوصاً بعد أن استعادت القاهرة تأثيرها فى أفريقيا. وبات استقرارها ينعكس إيجابياً على بلادنا. ونفهم أن هناك من يريد تخريب العلاقات مع مصر. لكننا لا نهدد الأمن القومى لأحد، ونحافظ على الأمن القومى للجميع وخاصة مصالح مصر.
هل المجتمع الدولى يساعد فى التنمية على غرار مصر؟
- إحدى مشكلات جنوب السودان هى عدم إيفاء المجتمع الدولى باتفاقية السلام، لقد فشل فشلاً ذريعاً، لقد وعدنا لكن لم نحصل على شىء، نحن نعتمد حالياً على أصدقائنا مثل مصر وغيرها من دول المنطقة. لذلك الاتفاق ذاته يواجه صعوبات فى تنفيذه حتى الآن. وبعد تخلّى المجتمع الدولى عن وعوده، نعتمد حالياً على الدول الصديقة مثل مصر، التى تسارع فى عمليات التنمية فى جنوب السودان بتوجيهات ومتابعة من الرئيس السيسى نفسه. وأقول كما قلت للأشخاص الآخرين إن زيارة الرئيس السيسى لجوبا كانت رسالة للمجتمع الدولى الذى بدأ بعدها، خصوصاً جهات التمويل الدولية، فى تسيير شروطها لنا. وحتى على المستوى الدبلوماسى سارعت دول العالم، وخصوصاً فى العالم العربى، إلى فتح سفاراتها بدولتنا بفضل الدعم المصرى وزيارة الرئيس السيسى.
مباحثات الجانبين
إن المباحثات مع وزير الرى محمد عبدالعاطى، تناولت بدء الجانب المصرى فى تنفيذ مشروع تطهير بحر الغزال، الذى رصدت له القاهرة ميزانية قيمتها 4 ملايين دولار، وسيتم تنفيذه على مدار 3 سنوات، وهناك رغبة فى تقصير المدة. ونتطلع لتأسيس مركز بحوث مشترك مع الجانب المصرى فى مجال الزراعة. والطلاب فى جنوب السودان سعداء بزيادة المنحة الدراسية التى منحتها لهم القاهرة وبلادنا تعرض على مصر زراعة المحاصيل الشرهة للمياه فى جنوب السودان، وهو ما يوفر للقاهرة كميات كبيرة من المياه.