هدهد يحييكم من بولاق: تشترى «إبريق» سى السيد ولاّ راديو أنور وجدى؟

كتب: سارة سند

هدهد يحييكم من بولاق: تشترى «إبريق» سى السيد ولاّ راديو أنور وجدى؟

هدهد يحييكم من بولاق: تشترى «إبريق» سى السيد ولاّ راديو أنور وجدى؟

يقف وكأنه فى منتصف مشهد سيريالى، عن يمينه رجل عجوز يفترش الأرض ويبيع خطوط موبايل، وعن يساره امرأة تساوم زبائنها على سعر الخضراوات، أما هو فيتوسطهما بـ«فرشة» لمجموعة من الأنتيكات الأنيقة من بقايا الفيلات ليبيعها فى حى بولاق الشعبى. لا تتماشى بضاعة رجب هدهد -54 سنة- مع طبيعة شارع ناهيا، لكنه كما يؤكد «عشق القديم غية»، حيث يعشق هدهد كل ما ينتمى إلى الزمن الجميل وتحديدا أيام الملك فاروق والزعيم جمال عبدالناصر، ورث مهنته عن أبيه الذى تفنن فيها وأصبح أشهر تاجر فى المنطقة -ربما لأنه الوحيد- الذى يبيع الأنتيكات الفخمة. أحدث قطعة يبيعها هدهد تعود إلى خمسين عاما مضت على الأقل، على يمين «الفرشة» يوجد راديو ضخم كبير ماركة «فيليبس» يقول عنه هدهد إنه اشتراه من منزل أنور وجدى، أما على يسار الفرشة فيوجد إبريق كبير يقول هدهد إنه كان يستخدم قديما لخدمة الرجال كما كانت تفعل «أمينة» مع «سى السيد» فى فيلم بين القصرين، ويدعى هدهد أن تلك الساعة النحاسية المعفرة بالتراب تعود إلى أيام الاحتلال الفرنسى لمصر، أما تلك «الدفاية» القديمة المغطاة بالنحاس فيؤكد هدهد أنها تعود إلى أيام الاحتلال الإنجليزى. يفسر هدهد وجود فرشته فى هذا المكان الشعبى بأن: «ساعات فيه ناس بتيجى بعربيات وبيشتروا»، ويكمل «ببيع نفس الحاجة اللى بيبيعوها فى الزمالك بس بأسعار ناهيا، فى الحتت النضيفة يلمعوها ويرشوها بس بيغلوا سعرها وبيوصل للآلافات، لكن فى ناهيا ببيعها نفسها لكن بترابها وعفارها، والحاجة ما بيزدش سعرها أبدا عن 400 جنيه». أكثر البضاعة المباعة عند هدهد الشمعدانات الفضية والنحاسية، وأيضا أجهزة الراديو القديمة، وكما هى حاجته قديمة، عقل هدهد وقلبه ينتمى إلى نفس الزمان، يحلم بالعودة إلى أيام ناصر حيث كان كيلو التفاح بثلاثة قروش ونصف: «الفلوس دلوقتى أكتر من أيام عبدالناصر، بس الحاجة مبقاش ليها طعم، القديم دايما أحلى».