«عمر» يصمم متحفا يحكي تاريخ صناعة السفن بمصر القديمة: حضاراتنا عظيمة

كتب: محمد خاطر

«عمر» يصمم متحفا يحكي تاريخ صناعة السفن بمصر القديمة: حضاراتنا عظيمة

«عمر» يصمم متحفا يحكي تاريخ صناعة السفن بمصر القديمة: حضاراتنا عظيمة

تمتلك مصر تاريخا لو وزع على كل دول الكرة الأرضية لكفى وزاد واحتجنا دولا أخرى من باقي كواكب المجرة ما زال العالم لم يكتشف وجودها بالأساس حتى الآن.

ورغم أن غالبية الشعب المصري يؤمن بشكل كامل بتاريخ بلده، وما حدث خلال موكب نقل المومياوات الملكية خير دليل على ذلك، إلا أن غالبيتهم أيضا لا يعرفون الكثير عن هذا التاريخ.

ومن هذا المنطلق حاول عمر طارق الغول، خريج كلية الفنون الجميلة جامعة المنصورة، أن يبرز جزءا بسيطا من عظمة هذا التاريخ عبر مشروع تخرجه «متحف سفن وقوارب مصر القديمة»، الذي وضع تصميما كاملا له من إبداعه وتخيله.

عمر طارق الغول، يبلغ من العمر 23 عاما ويعيش بمحافظة الدقهلية، وتخرج حديثا هذا العام في كلية الفنون الجميلة شعبة العمارة الداخلية جامعة المنصورة.

متحف سفن وقوارب مصر القديمة

ويقول «عمر» عن مشروعه، في حديثه مع «الوطن»، إن متحف سفن وقوارب مصر القديمة الذي صممه بمثابة مرساة ثقافية على نهر النيل اختار موقعه بمحافظة المنيا، موضحا أن السبب الذي دفعه لذلك هو ما لمسه من عدم وعي نسبة كبيرة من الشعب المصري وكذلك العرب وحتى السائحين الأجانب الذين يحرصون على زيارة مصر، بمدى تطور صناعة القوارب والسفن في مصر القديمة، مضيفا: «مش بس كدا ده الأغلبية مايعرفوش أن مصر القديمة كان فيها قوارب وسفن من الأصل».

حضارات مصر المختلفة

ويوضح خريج الفنون الجميلة، أن حالة الجهل وعدم الوعي تلك سببها المناهج الدرسية بالأساس، بالإضافة إلى ندرة تواجد متاحف نوعية متخصصة تغطي كل جوانب الحياة بحضارات مصر المختلفة، مشيرا إلى أن هناك بالفعل بعض المتاحف النوعية المتخصصة مثل متحف التحنيط ومتحف الزراعة، لكن ليس هناك أي متحف يعرض تاريخ تطور صناعة القوارب والسفن، وهو ما حاول أن يصنع تصاميم ويقدم رؤية كاملة له.

صناعة السفن والقوارب بمصر القديمة

ويؤكد «عمر» أنه أقدم على ذلك لأن المصري القديم وصل إلى درجة كبيرة من التقدم والإتقان بصناعة السفن والقوارب، لدرجة مكنتهم من صناعة قوارب نقلت المسلات الفرعونية من الجيزة إلى أسوان رغم أن وزن هذه المسلات يصل إلى مئات الأطنان، كما استطاعت مصر القديمة بناء أعظم أسطول بحري حربي في تاريخ الحضارات القديمة ومعركة الدلتا رمسيس الثالث أول المعارك البحرية في التاريخ خير شاهد على قوة هذا الأسطول.

التكلفة تتوقف على عدة اعتبارات

ويشير مصمم متحف سفن وقوارب مصر القديمة، إلى أنه لا يستطيع أن يجزم بقيمة تكلفة إنشاء متحف مثل هذا، موضحا أن الأمر يخضع لعدة اعتبارات وتتوقف على اختيار الخامات والموقع وأمور أخرى تحددها فقط الجهات المنفذة، مثل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، منبها في الوقت ذاته أن تصميم متحفه من الممكن أيضا تنفيذه بشكل مصغر على شكل قاعة عرض ضمن قاعات أحد المتاحف الكبرى.

هوية مصر غنية

ويعرب «عمر» في نهاية حديثه مع «الوطن»، عن تمنيه بأن تقدر الدولة دور التصميم والفن بشكل عام في مصر وبالأخص التصميم المعماري الداخلي وأن تدرك ضرورة توظيف هوية مصر الغنية وما مرت بها من حضارات عظيمة في أي تصميم أو مشروع معماري تقوم به الدولة، معللا أن ذلك هو الطريق الوحيد لرفع مكانة هذه البلد عالميا.

ويختتم: «بحلم بشكل شخصي إني أشارك في يوم من الأيام في إبراز هوية بلدي الغنية والمتنوعة للعالم، عن طريق شغلي وتصاميمي الحديثة المستوحاة من تاريخ مصر العريق».


مواضيع متعلقة