بالصور| ثمانية متاحف تؤرخ للموضة.. من بيوت الأزياء إلى أرشيف التاريخ

في السنوات القليلة الماضية دخلت صناعة الموضة حقبة جديدة، امتزجت فيها الموضة القديمة والحديثة بالفن، حيث بدأت متاحف الموضة في الظهور لتمثل معادلة جديدة وهامة في عالم الموضة والفن في آن واحد، ولتؤرخ لحقبة الموضة والأزياء كفن أثر في التاريخ قديما وحديثا. وتم افتتاح عدد كبير من متاحف الموضة مؤخرا، إلا إن هناك متاحف هي من تستحق بالفعل الزيارة كتحف فنية عالمية ستترك أثرا وتضيف قيمة لعالم الفن، مثل: متحف بالنثياجا - الباسك - إسبانيا من أوائل متاحف الموضة في العالم، لذلك يطلق عليه "تصميم التصاميم"، ويعتبر منارة مشرقة لإبداعات كريستوفار كريستوبال مصمم الأزياء بإقليم الباسك الذي يقع به المتحف، ويضم 70 قطعة من الملابس و20 قطعة من الإكسسوارات و1200 قطعة مختلفة أخرى تنتمى إلى عالم الموضة، وجميعها تم جمعها من هواة جمع تحف ومصممين. ويرجع الفضل للمصمم الباسكي كريستوفار كريستوبال في إنشاء هذا المتحف. وهذا المصمم الإسباني المبدع بدأ خط إنتاج الأزياء الخاص به بعد الحرب العالمية الثانية، وسطع نجمه سريعا واستطاع في فترة من الفترات هز عرش بيت أزياء كريستان ديور، باستراتيجية جديدة تعتمد على النقيض من أسلوب ديور، وذلك بالاعتماد على الواقع والخيال في الوقت ذاته بدلا من النظرة الواقعية المبالغ فيها لديور. ويضم المتحف مجموعات متنوعة للمصمم من حقبات مختلفة من تاريخه المهني، منها فطع نادرة لم تظهر للعلن ولم يتم تسويقها من الأساس، أما المتحف ذاته فيعتبر تصميمه قطعة فنية بذاتها. متحف جوتشي – فلورنسا – إيطاليا يعّدُّ المبنى فقط قطعة فنية أثرية أكثر من رائعة. تم بناؤه في عام 1359 خلال العصر الذهبي للفن المعماري بالعصور الوسطى بأوروبا، وهو قصر "بلاتزو ديلو ميركانزى". وقام بيت أزياء جوتشي بإطلاق المتحف الخاص به العام الماضي في الاحتفال السبعين لإطلاق جوتشي لأولى خطوط إنتاجها من الموضة الإيطالية العالمية. ويضم المتحف المجموعة الكلاسيكة التى حققت مجد واحد من أشهر بيوت الموضة في التاريخ، بالإضافة لخطوط الموضة الحديثة لجوتشي، إلا إن جوتشى لم يقصر المتحف على ما ينتجه فقط من موديلات الموضة المختلفة، فهو يفتح أبوابه أيضا لكل إبداعات الفن المعاصر من لوحات وغيرها، بجانب إبداعات المصممين الموهوبين. كان افتتاح المتحف مبهرا، وأشرف عليه الفنان الإيطالى بيل فيولا. متحف باتا للأحذية – تورونتو – كندا هو المتحف الذي أسسه كاني برادشو، وهو أكبر وأشمل متحف للموضة متخصص في العالم؛ حيث يحتوي على عشرة آلاف قطعة من الأحذية المختلفة تم جمعها من مختلف أنحاء العالم، وبعضها يعود يعد من الأحذية الأثرية وتم تصنيعه من قرن أو أكثر من الزمن، ويعود بعضها إلى حضارات في الصين وسوريا وأوغندا وغيرها، كما يتخصص المتحف في تنظيم معارض مبتكرة حول الأحذية التي تنتمي لفترة العشرينات مثلا، أو معارض عن أحذية الزفاف فقط، أو معارض حول الأحذية التاريخية الأصلية التي تعود إلى الحرب الأهلية في الولايات المتحدة، كما يملك المعرض جوارب أثرية كانت ملكا لنابليون بونابرت. متحف الأزياء والنسيج – لندن – إنجلترا يعتبر هذا المتحف هو المجمِّع لكل الإبداعات في عالم الموضة الخاصة المصنوعة من النسيج كفن معاصر، بالإضافة للمجوهرات. ويعتبر فكرة رومانسية لمصممة معروف عنها هذا الاتجاه، وهي زاندرا رودس. ويضم المتحف مجموعات لمصممين منذ عام 1974 وإلى الآن، وأشهر المجموعات التي تعرض فيه هي لكريستيان ديور وماري كانت وفيفيان ويستوود، إلا إنه يتميز بأنه المتحف الوحيد الذي يقدم خدمات تعليمية لمحبي الموضة في العالم، من دورات تصميم وغيرها. متحف الموضة الأسود - مجموعة سميثسونيان – واشنطن هذا هو المتحف الوحيد الذي يهتم بالفن الذي صممه المصممون الأمريكيون الذين ينحدرون من أصل أفريقي. ويؤرخ المتحف لتاريخ مصممي الأزياء السود، بالإضافة للموضة والستايل الخاص بالسود ومجتمعاتهم في الولايات المتحدة. وأسس المتحف لويس ألكسندر لين في عام 1979؛ كمساهمة منه في دعم المجتمع الأسود بالولايات المتحدة، الذي كان يعيش ضغطا كبيرا جراء الممارسات العنصرية ضده، وكان هدف لين هو إبراز إبداعات السود بشكل عام. ويعرض المتحف ملابس وإكسسوارات ذات ذوق راقٍ لمصممين من أصل أفريقى، بجانب ملابس تاريخية وأغطية للرأس كانت ملكا للعبيد الذين جاؤوا إلى الولايات المتحدة من أفريقيا. متحف متروبوليتان للفنون ومعهد الأزياء – مانهاتن يعتبر هذا المتحف واحدا من أهم المتاحف داخل مجتمع صناعة الموضة بالتحديد، حيث جاء بوحي من أحد أبرز المواهب الشابة التي عرفها عالم الموضة، وهو البريطاني ألكسندر ماكوين، الذي انتحر منذ أعوام قليلة في شقته حزنا على أمه. يضم المتحف أكثر من 80000 قطعة من أجمل تصميمات الأزياء في العالم. ويرى خبراء أن هذا المتحف رسخ أقدامه في تاريخ الفن الغربي كله، حيث يملك أرشيفا رائعا لأشهر المصممين وعارضات الأزياء في تاريخ صناعة الموضة، ويعتمد على الخيال والابتكار في كل ما يعرضه. متحف كيوتو – اليابان رغم العزلة والخصوصية التي تتميز بها اليابان، إلا إن العادات والفنون الغربية وجدت طريقها أخيرا إلى هذا البلد المعروف باعتزازه بتقاليده الخاصة. لكن الجانب العلمي المعروف عن اليابانيين فرض نمطا خاصا على هذا المتحف، حيث إنه المتحف الوحيد المزود بـ13000 وثيقة بحثية علمية حول الأزياء في أوروبا والولايات المتحدة، كما ينشر مجلة نصف سنوية تهتم بتاريخ الأزياء، خاصة في القرن الثامن عشر. ويمتلك المتحف 11 ألف قطعة فريدة من الأزياء التي تنتمى للموضة الغربية. متحف فيكتوريا أند ألبرت – لندن – إنجلترا أحد أبرز المتاحف الرائدة في عالم الفن والتصميم في العالم، ويضم تشكيلة واسعة من الأزياء من القرن السابع عشر وحتى القرن الواحد والعشرين. ويعرض المتحف 14000 قطعة وتصميم، أبرزها بدلة الزفاف الخاص بالملك جيمس الثاني ملك إنجلتراـ إلى جانب أكبر وأبرز مجموعة للمصممة البريطانية الشهيرة فيفيان وستوود، ومجموعة تصاميم رائعة بين أعوام 1970 و1990.