بروفايل| رياض القصبجي.. الشاويش "الجدع" عطية

بروفايل| رياض القصبجي.. الشاويش "الجدع" عطية
ببنيته الضخمة، وملامحه الغليظة، وتعبيرات وجهه المقطبة، يظهر بهيئة "الشاويش"، ليثير الخوف والقلق في نفوس من حوله، إلا أنه يحمل وراء هذه الصورة قلبا طيبا وملامحًا طفولية تتضح في ضحكته المحببة الممزوجة بكلمات "روح يا ابني ربنا ينولك اللي في بالك"، فيخالف بها "رياض القصبجي" الصورة المرسومة عنه في أّذهان الجميع، بشهادة أقاربه أقرابه وجيرانه.
"أبو الديل".. بهذا الاسم لُقب رياض القصبجي في بداية مشواره الفني، لبدانته وضخامته، إلا أنه سريعًا ما عُرف بـ"الشاويش عطية" الذي توج شراكته مع الفنان الكوميدي الشهير اسماعيل ياسين، التي استمرت لما يقارب الربع قرن، أدى فيها شخصية الشاويش في 10 أفلام، من بينها "اسماعيل يس في البحرية، والبوليس، والجيش، وجنينة الحيوان، والبوليس الحربي، والأسطول، ومستشفى المجانين وإسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة"، وتنوع في تقديمه الشخصية على الرغم من ثبات قالبها، بين شجاعة الضابط الحكومي وحبه لعمله، ومشاعره الطيبة و"جدعتنه" في أحيان أخرى.
لم يقتصر التعاون بين القصبجي وياسين في الأفلام التي حملت اسم إسماعيل ياسين فقط، حيث قدما عدة أفلام ناجحة، من بينها "علي بابا والأربعين حرامي"، و"ليلة الدخلة" و"الآنسة حنفي"، و"لوكاندة المفاجآت"، فيما قدم مع فرقة الفنان نجيب الريحاني أفلامًا أخرى، منها "الدنيا لما تضحك"، و"قسمتي"، و"حكم قراقوش" و"الدنيا على كف عفريت".
يصادف اليوم، 13 سبتمبر، مولد رياض القصبجي في عام 1903، بأحد الاحياء الشعبية فى مدينة الإسكندرية. عمل في بداية حياته "كمساري" بالسكة الحديد، إلا أن عشقه للفن جعله عضوًا بجماعة التمثيل الخاصة بالسكة الحديد، فبرز بها، ومن خلالها انتقل لفرقة أحمد الشامي المسرحية، والتي كان غالبية أعضائها من الهواة، كما عمل في فرق علي الكسار وجورج أبيض، وأخيرًا فرقة إسماعيل ياسين، فقدم في مسيرته الفنية التي دامت لأكثر من 40 عامًا، قدم خلالها 147 فيلمًا سينمائيًا، اختتمها بدور بسيط في فيلم "الخطايا"، قبل أن توافيه المنية عام 1963 عن عمر يناهز 60 عامًا، بعد معاناة طويلة من المرض لإصابته بالشلل النصفي، ومعاناة مادية صعبة، أيضًا، على الرغم من كبر مكانته الفنية.
تزوج القصبجي أربع مرات في حياته، وكانت إحدى زوجاته إيطالية الأصل، وآخر زوجة له عاش معها حتى وفاته، وأنجب منها ابنه الوحيد فتحي رياض القصبجي.
"بورورم؟ شغلتك على المدفع برورم؟".."هو بغباوته ووشه العكر".. "رد يا رفدي يا ابن الرفدي".. "حاضر يافندم حاضر".. كلمات طالما ارتبطت بالشاويش عطية، مازالت محفورة حتى الآن في ذاكرة الجميع، يرسلون بها التحيات لروحه المسالمة، التي غابت عن عالمنا منذ أكثر نصف قرن.