الكيس بـ5 جنيهات.. زوجان أجنبيان يشجعان الأطفال على تنظيف «تونس» بالفيوم

كتب: أسماء أبو السعود

الكيس بـ5 جنيهات.. زوجان أجنبيان يشجعان الأطفال على تنظيف «تونس» بالفيوم

الكيس بـ5 جنيهات.. زوجان أجنبيان يشجعان الأطفال على تنظيف «تونس» بالفيوم

قرية جاذبة للجمال والحب، محظوظة بعشاقها من شتى بقاع الأرض، ما إن تطئ أقدامهم أرضها، حتى يذوبون حبا وولعا بها، وهو ما حدث مع الكثير، لعل أشهرهم الخزافة السويسرية إيفيلين بوري، التي رحلت عن عمر ناهز 85 عاما في الأول من يونيو الماضي، وهي صاحبة الفضل في شهرة القرية عالميا، ومؤسسة مدرسة صناعة الخزف بها، ليستكمل مسيرتها الشيف ماركوس سويسري «الجنسية»، وميريام هولندية «الجنسية»، زوجان أجنبيان، يعيشان في قرية تونس السياحية بمحافظة الفيوم.

وكان الزوجان، افتتحا مطعما ومدرسة لتعليم الطبخ الشرقي والغربي، ومن شدة حبهما لقرية «تونس»، لم يقبلا أن تتلوث شوارعها بالقمامة، خصوصا بعدما بدأ الكثيرون في إلقاء القمامة بالشوارع، ومن منطلق المسؤولية المجتمعية وحبهم للقرية، أطلقا مبادرة «إنها ليست قمامتى لكنه كوكبي» لشن حملات نظافة مصغرة بالقرية، بمساعدة فريق عمل المطعم، ومدرسة الطبخ في محيط المطعم والمنزل، الأمر الذي جعل الأطفال ينضمون لهم، ويجمعون كميات كبيرة من القمامة

أطفال تونس يشاركون «ماركوس وميريام» في حملة النظافة

وقالت ميريام، أنّه خلال كل حملة نظافة تنظمها هي وزوجها «ماركوس»، كانت تأتي جارتهما الطفلة الصغيرة دنيا وأصدقائها، ليساعدوا الزوجين الأجنبيين في جمع القمامة، ففكر ماركوس وميريام في فكرة تجعل هؤلاء الأطفال يشاركون معهم في الحملة بصفة مستمرة، مقابل منح المشارك مكافأة مالية بسيطة جدا، قدرها «5 جنيهات»، مقابل كل كيس قمامة يجمعه من محيط منزله، والشارع الذي يسكن فيه بقرية تونس.

أطفال تونس يجمعون 34 كيسا من القمامة

وفي مساء اليوم التالي خلال عودة «ماركوس وميريام» من الخارج، وجدا صفين طويلين من أكياس القمامة مصفوفة على جانبي الطريق المؤدي لمنزلهما في قرية تونس السياحية على ضفاف بحيرة قارون، وفي صباح اليوم التالي، التقيا بالطفلة «دنيا»، التي أخبرتهما أنّها وأصدقائها، جمعوا كل القمامة المحيطة بمنازلهم، وملأوا 34 كيسا، فلم يصدق ماركوس وزوجته ميريام، وقررا التأكد بنفسيهما من صدق الأطفال.

مكافآة 5 جنيهات لكل طفل مقابل كل كيس قمامة

وقالت «ميريام»، إنها تجولت بمحيط منازل الأطفال للتأكد من جمعهم القمامة من محيطها، فوجدتها نظيفة تماما، وخالية من القمامة، موضحةً أنّها عادت إلى زوجها وهي سعيدة ومندهشة في الوقت ذاته، وجمعا الأطفال وسألاهما عن كل طفل جمع كم كيسا، وجرى منح كل طفل 5 جنيهات مقابل كل كيس قمامة جمعه.

حملة نظافة للزوجين الأجنبيين بقرية تونس السياحية

وقال ماركوس، إنّه بعد نجاح الأطفال في جمع كمية كبيرة من القمامة خلال وقت قصير، وسعادتهم بالمال البسيط الذي حصلوا عليه، اتفق معهم على شن حملة نظافة أخرى يوم الخميس المُقبل، لجمع باقي القمامة من الشوارع المحيطة، على أن يتم الاتفاق على أيام ثابتة في الأسبوع، لجمع القمامة من باقي شوارع القرية.

يذكر أن قرية «تونس» بالفيوم، جاذبة للأجانب كما أنها محظوظة بهم، ولم يكن الزوجان الأوروبيان هما أول من وقع في عشق القرية، فسبقهما السيدة «إيفيلين» السويسرية، التي نقلت القرية إلى العالمية بتأسيسها مدرسة الخزف، بعد زيارتها للقرية النائية الفقيرة، رفقة طليقها الشاعر سيد حجاب، قبل ما يقرب من نصف قرن، قررت في ذلك الوقت، الاستقرار في قرية تونس، وبنت منزلاً من الطين، اعتمدت على إضاءته بـ«لمبة الجاز»، ثم قررت بناء مدرسة بجوار منزلها، لتعليم صناعة الفخار والخزف، لتعليم أبناء القرية حرفة صناعة الفخار بطريقة صحيحة ومبدعة.

ووقع نبأ وفاة الخزافة السويسرية إيفيلين بوري، عن عمر ناهز 85 عاما، كالصاعقة على أهل القرية، فضلا عن باقي المحافظة، في 1 يونيو الماضي، لما قدمته الراحلة للقرية، فهي صاحبة الفضل في شهرة القرية عالميا، ومؤسسة مدرسة صناعة الخزف بها، وكانت سببا في فتح أبواب الرزق لتلك القرية، وتحويلها من قرية فقيرة نائية، لا يوجد بها كهرباء أو ماء، إلى قرية سياحية مشهورة عالميا، يأتيها السياح من جميع أنحاء العالم، للاستمتاع بجوها وفن صناعة الخزف بها.


مواضيع متعلقة