«محمد» يحلم بالاحتفال بالعيد خارج «مستشفى السرطان»

«محمد» يحلم بالاحتفال بالعيد خارج «مستشفى السرطان»
حلمه صغير مثل سنه، يتمنى أن يعيش كغيره من الأطفال، حافظة ذكرياته وتفاصيل حياته تعرضت للاختزال وسط جدران مستشفى «57357» لعلاج سرطان الأطفال، بعد أن طال انتظاره داخله، فيما بدت آلام السنوات أكبر من عمره بكثير، ولم يعد الطفل الذى يتجاوز عمره الـ10 سنوات قادراً على تحمل «شكشكة» الإبر، وأمنيته الوحيدة أن يقضى عيد الأضحى هذا العام، وسط دفء أسرى بعيداً عن سرير المستشفى.
فرحة «محمد» لا توصف، كلما زاره أهالى الخير فى الأعياد والمناسبات، لكنه فى هذه المرة لم يعد قادراً على تحمل آلامه، وملامحه التى كادت أن تختفى من كثرة جرعات «الكيماوى» التى يأخذها يومياً: «إيدى ورجلى كلهم بقوا مخرمين من كتر الإبر اللى باخدها، ونفسى فى يوم أخرج بره المستشفى وأعيش زى أصحابى».
يتمنى «محمد» أن يخرج إلى النور تاركاً آلامه من وراء ظهره: «الدكاترة بيعاملونى أحسن معاملة، بس بقالى كتير هنا، وتعبت من كتر الأدوية، والإبر اللى باخدها، وزعلان على شعرى اللى عمال يطير، وشكلى اللى بيتغير كل شوية».
وبعدما أطال النظر إلى النافذة المواجهة قال بنبرة يملؤها الأسى: «يا رب.. نفسى أخفّ»، قبل أن يضيف: «ماما قالتلى كل ما تقول يا رب بدل ما تتوجع ربنا هيعفى عنك، وأنا بقالى كتير هنا وهافضل أقول يا رب لحد ما ربنا يشفينى وأخرج من هنا».
آلام «محمد» ليست بدنية فقط لكنها نفسية، فكلما تعلق بصديق وصل الموت إليه: «كل ما ييجى حد جنبى فى السرير ونبقى أصحاب مش بالاقيه بعد شوية، وبابقى عارف إنه راح لربنا، بس ماما والدكتور بيخبوا عليا ويقولولى إنهم خفوا وطلعوا، عشان كده نفسى أقضى العيد اللى جاى بره المستشفى ومارجعش تانى».