الثانوية مش مقياس.. «منصور» مخترع أطراف صناعية بعد مجموع 80%

الثانوية مش مقياس.. «منصور» مخترع أطراف صناعية بعد مجموع 80%
مجموع صادم في الثاوية العامة، كان بداية مشوار «منصور» نحو مستقبل ناجح، ضرب بحديث من يعتقد أن الثانوية هي مقياس التفوق عرض الحائط، وراهن على اجتهادة وعزيمته في الوصول لهدفه، حزم أربطة حقائبه وقرر السفر إلى الخارج، ووجهته نحو روسيا، فتى في سن الـ17 من عمره، ولكن أحلامه تكبر عمره، يسير نحو المطار بخطى بطيئة وفي يده أمتعته، صوت قلبه يحدثه أن يعود إلى منزله وسط أهله ويكمل دراسته بمصر، وعقله يحدثه أن يثق في قدراته ويكمل ما نوى فعله، دقائق قليلة مرت في هذا الصراع الداخلي، حتى سمع نداء داخلي بالمطار عن توجه المسافرين إلى روسيا لصعود الطائرة، آنذاك علم أن صوت عقله قد انتصر وبدأت رحلته.
منصور شريف، شاب في الـ21 من عمره، ترك قرية تانيس صان الحجر بمحافظة الشرقية، بعدما حصل على مجموع 80% في الثانوية العامة، من أجل دراسة الهندسة الطبية في جامعة بينزا الهندسية بروسيا، وعلى مدار دراسته واجه صعوبات هناك أولها هي اللغة، «الروس هنا مابيتكلموش إنجليزي وأنا لسه معرفش ولا كلمة روسي، والحمدلله قدرت اتعلمها في 800 ساعة بالكورسات ولسه بتعلم لأنها صعبة جدا».
منذ صغر الشاب العشريني أحب مجال الميكانيكا والروبوتس، وكان يقضي وقته في العمل بورة بجوار دراسته، وحصل على معلومات قيمة من التجربة، مكنته من التحكم في سيارة والده عن بعد من خلال الموبايل، ومن بعدها بدأ اهتمام أهله به، وسرعان ما تحولت غرفته مع الوقت على ورشة صغيرة، يمكث داخلها بالشاعات يجرب ويخترع، حتى تمكن من صنع طرف صناعي لأصحاب الشلل النصفي والرباعي.
فشل بالثانوية فاخترع طرف صناعي ذكي.. قصة نجاح الطالب «منصور» في روسيا
سافر الشاب المصري إلى روسيا بعد مجموعه القليل في الثانوية، ومعه حلمه واختراعه، وخلال الفترة التي قضاها هناك، تمكن من تأسيس مشروعه «RHPSN»، لإنتاج أطراف صناعية ذكية وأجهزة طبية مثل جهاز دعم الحركة لذوي الاحتياجات الخاصة، بتكلفة منخفضة وباستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد في بعض الأجزاء.
أهم تلك الأطراف الاصطناعية هي عبارة عن «bionic leg» تترجم الإشارات العصبية إلي حركة، وفقًا لحديث «منصور» لـ«الوطن»، ليس ذلك فحسب، بل يتمكن الطرف الصناعي من جعل المستخدم يشعر باللمس والحرارة، وهو ما يميزه عن غيره من الأطراف الصناعية، «ودا بيخلي المستخدم يتحرك بسهولة وبشكل طبيعي وبيخلي الطرف الصناعي بتاعنا يحاكي الطرف الطبيعي».
رغم سفر الشاب، إلى أنه لا ينسى فضل من دعموه وأولهم أهله على وجه الخصوص، «والدي لأنه شجعني كتير وعلمني إزاي اوصل للي أنا فيه حاليا»، أما عن حلمه مستقبلًا، يقول «حلمي شركة Rhpsn تكون من أكبر شركات إنتاج الأطراف الاصطناعية في العالم، والناس كلها تفتخر بشغلنا وجودته».