«عبدالله» طالب وسوبر فايزر بمطعم.. يعمل 12 ساعة بجوار الدراسة

كتب: محمد خاطر

«عبدالله» طالب وسوبر فايزر بمطعم.. يعمل 12 ساعة بجوار الدراسة

«عبدالله» طالب وسوبر فايزر بمطعم.. يعمل 12 ساعة بجوار الدراسة

«نفسي ابقى حاجة كبيرة في شغلي واقدر أعمل حاجة خاصة لنفسي»، بتلك الكلمات يبرر الشاب عبد الله وجيه، عمله لأكثر من 12 ساعة يوميا بأحد المطاعم إلى جانب كونه بالأساس طالب بكلية التربية الرياضية جامعة حلوان، وذلك لأنه يؤمن بأن هذا هو الطريق الوحيد، الذي عليه أن يسلكه ويكمله حتى يصل إلى كل أحلامه.

عبد الله وجيه يبلغ من العمر 19 عاما، بدأ رحلته مع العمل في المطاعم قبل حوالي العامين، كعامل بسيط داخل فرع أحد المطاعم الكبرى بحي مصر الجديدة، ليخوض رحلة طويلة من الكفاح والسعي بدأها بغسل الأطباق وتقطيع الخضروات، حتى أصبح مسؤول «شفت» بفرع نفس المطعم بحي المهندسين.

غسل الأطباق وتقطيع الخضراوت 

يقول «عبد الله» في حديثه مع «الوطن»، إنه في بداية عمله بالمطعم كان ذاهبا ليعمل كـ «ويتر» يقدم الطلبات للزبائن خلال فترة العمل الصباحية، لكن تصادف ذلك مع حلول شهر رمضان الكريم وبالطبع كان أغلبية الناس صائمون، فكان عمله يقتصر على التجهيزات الخاصة بعمل المطعم من بعد الإفطار من غسل أطباق وتقطيع الخضروات والفاكهة، قبل أن يقرر مديره بالعمل أن ينقله لفترة عمل أخرى مكتظة بالعمل حتى يساعد ذلك في تعليمه كل المهن المختلفة داخل هذا المطعم، وهو ما تم بالفعل، واستغل طالب التربية الرياضية ذلك الأمر، وتعلم بسرعة كل المهام الخاصة بمن يعمل داخل هذا المطعم.

ويضيف عبدالله: «نزلت شفت تاني وأول حاجة اتعلمتها ازاي اعمل عجين المنقوشة بالمقادير المظبوطة، وبعد كدا ازاي أفرد العجين، وبعد أسبوع واحد بس بدأت أساعد الشيف في فرد المكونات على المنقوشة ومرة ورا مرة اتعلمت وبقيت كويس».

رحلة تعلم

واستمرت رحلة طالب التربية الرياضية في تعلم مهمة تلو الأخرى، حتى أصبح هو المسؤول عن تعليم كل العمال الجدد القادمون للعمل بنفس الفرع.

ويتابع عبدالله: «بقيت أنا اللي بعلم الناس الجديدة وأنا اللي بستقبلهم لحد ما بقيت أنا تاني راجل في المطعم بعد المدير مباشرة».

طالب التربية الرياضية كان يتقاضى مبلغ 2000 جنيه مقابل عمله لمدة 12 ساعة يوميا، قبل أن تنقله إدارة المطعم إلى فرع آخر لها بمدينة الرحاب مع الحفاظ على المكانة التي كان يحظي به بالفرع الذي كان يعمل به قبل النقل.

بداية من جديد

لكن بعد تلك الخطوة فوجئ بنقله إلى فرع حي المهندسين، ليبدأ من جديد مشوار إثبات نفسه بهذا الفرع، حيث يحكي: «في شهر 9 اللي فات اتطلبت في فرع المهندسين فرحت ونزلوني استاف عادي من جديد، وشغل 12 ساعة وكنت بقبض باليومية، بس اجتهدت من تاني واحدة واحد بدأت أعلى لحد ما وصلت أن أكون سوبر فايزر مسؤول شفت بفرع المطعم».

مدرب سباحة

ويؤكد «عبدالله» أنه عانى كثيرا واجتهد أكثر حتى يصل إلى هذا الوضع السعيد به، موضحا أنه يحلم بأن يتفوق عمليا بهذا المجال أكثر وأكثر، بالإضافة إلى أن يصبح أيضا مدرب سباحة بعد تخرجه من كلية التربية الرياضية.

ويختتم صاحب الـ 19 عاما: «أنا دوست على نفسي كتير عشان أوصل للمكانة دي، وعارف أنها مكانة مش عالية أوي بس انا مبسوط الحمد لله عشان تعبت وشقيت وربنا اداني على اد تعبي، ومبسوط اكتر أني علمت ناس تانية شغالة دلوقتي وبتحاول تسعى برضه».

 


مواضيع متعلقة