مدارس الأحد.. عودة الروح إلى الجسد بعد غياب بسبب كورونا

03:50 م | الاثنين 05 يوليو 2021

مثل استئناف مدارس الأحد في عدد من كنائس مصر، عودة الروح إلى الجسد، وذلك بعد مدة طويلة من الغلق، نتيجة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، حيث أنها المرة الأولى التي تقفل مدارس الأحد أبوابها أمام الأطفال، على مدار 103 سنوات، هي عمر الخدمة الكنسية الأبرز التي أسسها الارشيذياكون حبيب جرجس.

مدارس الأحد أخرجت معظم الأساقفة والبطاركة والكهنة والشمامسة

استمدت مدارس الأحد، قوتها في كونها البذرة الأساسية التي شكلت عقول وروحانية، أجيال عدة برزت في الوقت الراهن، كونهم الآباء الأساقفة والبطاركة والكهنة والشمامسة، في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وبحسب البابا تواضروس الثاني، في حوار مع مجلة مدارس الأحد الكنسية، في نوفمبر الماضي، أن لمدارس الأحد دورًا كبيرًا فى خدمة الكنيسة، حيث أن معظم الآباء الأساقفة والبطاركة والكهنة والشمامسة تخرجوا فيها خاصة في السنوات الأولى لها.

مدارس الأحد تستثمر طاقة الشباب

وأكد بطريرك الكرازة المرقسية أن مدارس الأحد لها فائدة مضاعفة، فهى تستثمر طاقة الشباب كمدرسين أو معلمين، وتعلم الصغار، وبذلك تكون خدمة مدارس الأحد عبارة عن نظام تواصل بين الأجيال من جيل إلى جيل: «تصوروا شابًا يبلغ عمره 18 عامًا يبدأ فى الخدمة ويعلم الصغار، هذا الشاب يتحمل المسؤولية منذ ذلك الحين».

مدارس الأحد عبر تطبيق أبناء النور

في احتفال الكنيسة الأرثوذكسية، بمئوية مدارس الأحد منذ 3 سنوات، أطلق البابا تواضروس مشروع تطوير الخدمة فيها، عبر تطبيق أبناء النور الذي تم تطبيقه في كافة كنائس مصر بل وكنائس المهجر بعدما تم تجربته في كنائس الإسكندرية وقت الحفل الذي شهدته مكتبة الإسكندرية عام 2018.

ويقول القمص إبرام إميل، وكيل بطريركية الإسكندرية، إن التطبيق اهتم بكافة جوانب الخدمة، والعمل على تسهيلها، كما أنه مثل جانب إلكتروني بارز خلال فترة توقف مدارس الأحد، ناهيك عن ربط كافة الكنائس في مصر لخلق وحدة حقيقية.

واضاف إميل لـ«الوطن»، أن منصة أبناء النور، اهتمت بتطوير خدام مدارس الأحد حيث تحوي تنبيهات الافتقاد ومصادر الدروس الروحية، بالإضافة إلى التواصل من خلال التسلسل الهرمي للخدمة، الذي يمكن الخادم من تسجيل الافتقاد وملاحظاته الخاصة.

وسائل التواصل الاجتماعي تؤرق مدارس الأحد

الرتم السريع للحياة في ظل وسائل التواصل الاجتماعي، شكل أزمة لدى خدام مدارس الأحد، وهو الأمر الذي تحدث عنه البابا تواضروس الثاني، في حواره مع مجلة مدارس الأحد، قائلا: «نوعية الخدام التى قد تشهد اختلافًا ملحوظًا عن خدام الأجيال الأولى فى الخدمة والتى نشأت فى ظل نظام التلمذة الروحية فى ظل وجود متسع من الوقت للخدام حيث يتعلم الخادم على يد أستاذ يشرب من روحه وحياته الداخلية وعمق إيمانه، أما اليوم الله يكون فى عون شبابنا الذى أصبح مشغولاً بكثرة وسائل التواصل الاجتماعى التى تمتص الوقت وتشتت الذهن».

علاج مشكلات مدارس الأحد

ورأى بطريرك الكرازة المرقسية أن حلول مدارس الأحد تتمثل في الاحتياج إلى شخصيات وقامات روحية مؤمنة بهذا المنهج الروحى وزرعه فى كل خدمة، مؤكداً على ضرورة وجود شخص أو خادم فى كل كنيسة تكون عنده القامة الروحية اللازمة للقيام بهذا الدور ويكون غير مثقل بالخدمات الإدارية ويكون النموذج المثالى أو ميناء خلاص يرجع له الخادم فى كل ما يحتاجه.