بروفايل| بشار الأسد.. طبيب عيون يحكم في بحار الدماء

كتب: محمد متولي

بروفايل| بشار الأسد.. طبيب عيون يحكم في بحار الدماء

بروفايل| بشار الأسد.. طبيب عيون يحكم في بحار الدماء

يقف منتصب القامة، ذا منكبين عريضين، أذنان كبيرتان ولكنهما لا تسمعان أنين الجرحى ولا عويل الثكلى، عمله كطبيب عيون جاء منسجمًا مع عينيه الزرقاوين، ينحدر من عائلة رئاسية عريقة غيَّرت كثيرًا في الأوضاع العربية، وذلك بعد اشتراكها مع مصر في الحرب ضد إسرائيل، ولكنه طبَّق نفس الممارسات الصهيونية على شعبه عندما ثار مطالبًا بحقوقه. مهَّد أبوه أخاه ليكون خليفة له في حكمه الرئاسي الجمهوري، ولكنها لعبة القدر منعت إتمام تلك الصفقة، وذلك بعد تأهيل "باسل" من خلال تدخله مبكرًا في الحياة العسكرية، وبالرغم من بسالته، والتي انشقت حروفها من اسمه، إلا أنها لم تشفع في وفاته في ربيعه الثالث في حادث سيارة بالقرب من مطار دمشق. لم يجد الأب والرئيس حافظ الأسد، سوى "طبيب العيون"، والذي أقام في لندن ليكون خليفة له بعد موت الابن الأكبر، والذي اعتبرته الحكومة - حينها- "شهيدًا"، ليعود إلى دياره عام 1994، آملًا في تقلد منصب رئاسة الحكومة، والتي استحقها بجدارة بسبب تدخل حزب البعث السوري لتنصيبه رئيسًا للبلاد ليكون خليفة للأب في الدولة الجمهورية. وُلد بشار الأسد في 11 سبتمبر 1965، والذي عمل طبيبًا للعيون في لندن ببريطانيا، ولكنه لم يجد مفرًا من العودة إلى بلاده بعد وفاة أخيه الأكبر، حيث تقلَّد بشار مقاليد الحكم السوري في عام 2000، إثر استفتاء عام بعد وفاة أبيه، ومن ثم أصبح بشار قائدًا للجيش وللقوات المسلحة السورية منذ ذلك العام، والأمين القُطري لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم للبلاد منذ 1963. امتازت سياسته الخارجية بالمعارضه للمواقف الأمريكية، ووصف عدد من السياسيين فترة حكمه بوجود "انفتاح نسبي للحريات مقارنة بعهد والده"، والتي كانت يشوبها فساد إداري وسياسي، بخلاف بروز دور رجال الأعمال المتحكمين في اقتصاد البلاد وسياساتها. ففي يوم الثلاثاء 15 مارس 2011 انطلقت مظاهرات شعبية من درعا ودمشق لإسقاط حكم الرئيس المستحوذ على الرئاسة بعد أبيه أربعة عشر عامًا، والتي انتشر رمادها ودخانها ليطول جميع المدن السورية، والذين رفعوا شعارات ضد القمع والفساد وكبت الحريات، والتي رد عليها النظام باستخدام الأسلحة الثقيلة والشبيحة "البلطجية"، في تحدٍ غير مسبوق لحكم بشار الأسد، والتي أشعلت حماسها موجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع العام ذاته. لم يفتأ عام 2014 أن يولي دبره، بغير أن يأتي يوم 11 سبتمبر وبالًا على العديد من السوريين الذين لا يتذكرون لهذا اليوم خيرًا، بعد أن هدمت بيوتهم، وأزاح هواء الطائرات الحربية ذكرياتهم، والتي دفنت معظمها مثلما دفن أسفلها أولادهم وأسرهم بأسرها.