مدير «الثروة السمكية»: وصلنا إلى «صفر تعديات».. وهناك تحسن بيئي بالبحيرة.. والصيد تحرر من قبضة «البلطجية وأصحاب النفوذ»
التطوير أسهم في زيادة المخزون السمكي
المهندس مجدى زاهر
قال المهندس مجدى زاهر، مدير الإدارة المتكاملة للثروة السمكية التابعة لوزارة الزراعة، المشرف العام على مشروع تطوير بحيرة المنزلة، إن مشروع تطوير البحيرة أسهم فى تنوع وزيادة المخزون السمكى، مؤكداً أن عملية التطهير وإزالة التعديات اكتملت بنسبة 100%، مشيراً إلى أن هناك تحسناً بيئياً ونوعياً غير مسبوق فى البحيرة، وأن عملية الصيد أصبحت ملكاً للجميع بعد أن كانت تحت سيطرة مجموعات من البلطجية وأصحاب النفوذ.
وأضاف «زاهر»، فى حوار لـ«الوطن»، أنه تم تطهير 44 ألف فدان من النباتات الريزومية، مثل الغاب وورد النيل، وإزالة التعديات والحوش والسدود، لافتاً إلى أن تعميق البحيرة لا يؤثر على المخزون السمكى، لأنه لا يتم تكريكها وتعميقها بالكامل.
وإلى نص الحوار:
متى بدأ العمل وما أهداف المشروع منذ اللحظة الأولى؟
- أعطى الرئيس عبدالفتاح السيسى إشارة البدء لانطلاق المشروع بهدف رفع كفاءة واستعادة بحيرة المنزلة، فى مايو 2017، حيث قامت على الفور الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية بالدعم الفنى وتقسيم القطاعات داخلها، وتم تطهير 44 ألف فدان من النباتات الريزومية، مثل الغاب وورد النيل، وإزالة التعديات والحوش والسدود، وتطوير القنوات الشوعاعية داخل البحيرة وعلى البحر الأبيض المتوسط، ما أدى إلى تحسن بيئى ونوعى.
ما المقصود بالقنوات الشوعاعية؟
- قنوات بوغاز 1 وبوغاز 2 فى بورسعيد، وبوغاز بغدادى فى دمياط، وهى التى تسمح بدخول مياه البحر المتوسط إلى البحيرة، وهى بعرض 100 متر وعمق 3 أمتار ونصف، وتمتد من 3 كيلو إلى 6 كيلومترات خاصة بعد تطويرها.
ماذا تقصد بالتحسن البيئى والنوعى لبحيرة المنزلة؟
- دخول المياه الجيدة إلى البحيرة بكميات أكبر والقادمة من البحر المتوسط تساعد على تطوير كفاءة البحيرة وبيئة المياه والأسماك، ودخول أنواع جديدة من الأسماك إلى البحيرة أسهمت فى زيادة الإنتاج السمكى وتحسنه نوعياً.
هل ستكون هناك مراحل أخرى فى عملية التطوير؟
- نعم، المرحلة الأولى من عملية التكريك وصلت إلى نسبة تنفيذ 51%، سيتم استكمالها بحلول 30 يونيو العام المقبل، وبالتزامن مع ذلك، هناك مرحلة أخرى سيتم إطلاقها الفترة المقبلة، وعملية التطهير وإزالة التعديات انتهت بالكامل ووصلنا إلى صفر تعديات، لكن ما زالت هناك مشروعات تطوير أخرى للارتقاء بالبحيرة، ويكفى للمواطن أن ينظر إلى لون مياه بحيرة المنزلة الآن ويقارنه بما كان فى الماضى، سيجد فارقاً كبيراً، الآن أصبحت المياه صافية تماماً ولونها وبيئتها جاذبة للأسماك بعد إزالة التعديات وتطوير القنوات الشوعاعية وتعميق البحيرة.
البعض قال إن تعميق البحيرة سيُخفض المخزون السمكى.. ما حقيقة هذا الكلام علمياً؟
- هذا كلام غير صحيح تماماً من الناحية العلمية، أولاً البحيرة لا يتم تكريكها وتعميقها بالكامل، وعملية التكريك تشمل المساحات الأقل من 60 سم عمقاً والمناطق المرتفعة التى تنمو بها النباتات الريزومية التى تعيق الحركة، فى هذه الحالة نقوم بالتكريك لتعميق البحيرة وتسهيل الحركة وسريان المياه، أما ما هو أكثر من هذا العمق فلا يتم تكريكه.
لاحظنا حول أحواض الترسيب بالبحيرة بعض الأعشاب.. هل قصدتم تركها للحفاظ على بيئة الأسماك؟
- هذه مساحات قليلة جداً، ونحن نراعى استمرارها بالفعل، لأنها تساعد الأسماك على التغذية والتكاثر والتدفئة، خاصة مع القنوات التى تم فتحها وتطويرها، التى تساعد على وصول كم أكبر من مياه البحر إلى البحيرة.
كانت هناك أنواع من الصيد الخطرة وغير الشرعية فى بحيرة المنزلة.. كيف تؤثر على المخزون السمكى؟
- هذه الأنواع غير الشرعية كانت ولا تزال موجودة بكل أسف، مثل الصيد صعقاً بالكهرباء، وهو أخطر نوع للصيد فى بحيرة المنزلة، وأيضاً صيد الجر بصيد كميات كبيرة من الأسماك الصغيرة جداً والتى يتم استخدامها بعد ذلك كعلف للحيوانات، والقوات التنفيذية تحارب هذه الأنشطة حرباً شعواء لمنعها تماماً، لكن للأسف بعض الصيادين المخالفين يقومون بممارسة هذه الأعمال ليلاً.
بعض المصارف تحمل صرفاً صحياً.. ما تأثير ذلك على البحيرة والبيئة عموماً وكيف تعاملتم معه؟
- مصرف بحر البقر تحديداً كان يصب مياه صرف صحى فى البحيرة، بحوالى أكثر من 5 و6 ملايين متر مكعب يومياً، وطبعاً ذلك كانت له آثار خطرة جداً صحياً وبيئياً، فالأسماك تتغذى على هذا الصرف المحمل بمعادن ثقيلة، ثم بعد أن يتناولها الإنسان يمكن أن تصيب بالفشل الكلوى وأمراض أخرى بعد أن تترسب عبر عدة سنوات، إضافة إلى الروائح الكريهة التى كان يصدرها المصرف، اليوم عند النظر إلى لون ورائحة المياه، فالأمر اختلف تماماً خاصة مع تحويل مصرف بحر البقر لمحطة معالجة شرق التفريعة، ولن يتبقى إلا 5 مصارف أخرى زراعية بما يقلل من نسبة التلوث فى البحيرة.
«زاهر»: لا أحد يجرؤ اليوم على وضع يده على شبر من البحيرة.. وسريان المياه يخضع لإشراف الأجهزة المسئولة
حدثنا عن التغيير الذى جرى فى عملية الصيد داخل البحيرة قبل وبعد التطوير؟
- الصيد الآن أصبح ملكاً للجميع، فى السابق كان الصيد فى البحيرة لمن يسيطرون بالبلطجة والسلاح والنفوذ، وكانوا يبنون أحواشاً وأخواصاً ويمنعون أى صياد غلبان من النزول فى أماكنهم. الآن لم يعد هناك هذه المظاهر نهائياً، لا يجرؤ أحد على بسط نفوذه ولا وضع يده على جزء من البحيرة مرة أخرى، وهناك سريان للمياه يتم تحت إشراف ورقابة الأجهزة الأمنية والتنفيذية المسئولة.
الأسماك الموجودة في البحيرة
فى قطاع بورسعيد، هناك السمك البورى واللوت والقاروص والجمبرى والكابوريا الخضراء والبلطى، والمياه تكون مختلطة بين العذبة والمالحة حسب المد والجزر، أما فى القطاع الجنوبى الموجود بالدقهلية، فالمياه تكون عذبة وكان السمك مقتصراً على القراميط والبلطى، لكن بعد فتحة البغدادية بالجنوب، التى تصب مياهاً مالحة حدث تغير نوعى فى السمك بهذا القطاع وأصبحت هناك أنواع جديدة من الأسماك لم تكن تصل لجنوب البحيرة، مثل سمك القاروص على سبيل المثال.