«عم محمد» بيبيع لبس العيد بنص التمن.. وبيفصله ببلاش كمان

كتب: شيرين أشرف

«عم محمد» بيبيع لبس العيد بنص التمن.. وبيفصله ببلاش كمان

«عم محمد» بيبيع لبس العيد بنص التمن.. وبيفصله ببلاش كمان

عادة لم يقطعها منذ سنوات طويلة، ينتظر الأعياد كى يقدم خدمة للمحتاجين والأطفال الأيتام، وهى حياكة ملابس جديدة بنصف الثمن أو إصلاح القديم مجاناً، هكذا اعتاد «عم محمد الترزى»، منذ 40 عاماً، أن يُدخل الفرحة على سكان شارعه «نجيب معوض» فى المطرية، خصوصاً قبل الأعياد. وسط غرفته البسيطة، يجلس «عم محمد» أمام ماكينة خياطة قديمة، يمسك بين يديه قطعة قماش منهمكاً فى تفصيلها لأحد جيرانه ويقول: «مابستناش حد يطلب منى حاجة، اللى بقدر أساعده من غير ما يطلب بحاول أساعده، وأى واحد بيدخل عندى يصلح هدوم مقطوعة مابخدش منه فلوس، واللى يكون مصمم على الدفع باخد منه جنيه واحد». صوت موتور ماكينة «عم محمد» لا يتوقف، فعندما يكون بلا عمل يستغل الوقت فى جمع قطع القماش المتبقية بمحله لعمل ملابس يستفيد منها الأطفال الأيتام بمنطقته: «طول اليوم بفضل أشتغل ومابيبقاش ورايا حاجة غير إنى أستغل أى قماش متبقى من عندى فى حاجات تفيد عيال المنطقة، وببقى فى قمة سعادتى لما بلاقى العيال فرحانة بلبس جديد». الوحدة والعزلة التى يعيشها الرجل الأربعينى داخل غرفته، دفعته إلى أن يفكر دائماً فى عمل الخير دون مقابل: «ماعنديش حاجة أعملها غير إنى أحس بغيرى، أنا عايش لوحدى لا اتجوزت ولا خلفت، والحاجة الوحيدة اللى بتخفف عنى الوحدة إنى أساعد غيرى، وأشتغل الشغلانة اللى بحبها من وأنا صغير». اعتاد «عم محمد» أن ينتقى الملابس التى يعيد توزيعها، يبتعد عن الملابس الممزّقة والقديمة: «اللى بلاقيه قديم وماينفعش بحاول أجدده واللى مقطوع مابرضاش أديه لحد، عشان اللى ما ارضاهوش على نفسى ما ارضاهوش على غيرى والناس لبعضها».